جاء خبر المناورات العسكرية المشتركة بين المغرب وفرنسا قرب حدود الجزائر ليصب المزيد من الزيت على نار الخلافات والصراعات المؤججة على محور الجزائر- باريس الذي يشهد أخطر أزمة دبلوماسية، وفق المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا الذي اعتبر أن "التوتر هذه المرة يبدو أعمق من أي وقت مضى"، ودل عليه "بغياب سفير الجزائر في باريس منذ عدة أشهر، وإغلاق قنوات التعاون التقليدية في مجالات الأمن أو الهجرة أو القضايا الثقافية، الأمر الذي لم يحدث من قبل على الإطلاق".
ومن المرتقب أن يجري المغرب وفرنسا مناورات عسكرية مشتركة في منطقة الرشيدية جنوب شرقي المغرب، وحسب موقع "العمق المغربي" "فقد عقد ممثلو الجيشين (الفرنسي والمغربي) اجتماعات تنسيقية للتحضير لهذه المناورات حيث سيتم تقسيم المناورات إلى مرحلتين رئيستين: المرحلة الأولى: تمرين القيادة والمحاكاة، وسيتم تنفيذ هذه المرحلة على مستوى مركز القيادة، إذ ستتم محاكاة السيناريوهات العملية لتحسين قدرات التخطيط واتخاذ القرارات المشتركة بين الأطراف"، أما المرحلة الثانية فهي عبارة عن "تمرين ميداني حي" سيتم خلاله إجراء تدريبات عملية تشمل وحدات ميدانية وجوية في بيئة عملياتية حقيقية بهدف اختبار جاهزية القتال وتعزيز التنسيق بين القوات".
وكشفت وثيقة رسمية سرية فرنسية عن تفاصيل المناورات العسكرية الفرنسية- المغربية، والتي جرى تسريبها إعلاميا، أرخت بتاريخ 25 مايو/أيار 2024 بمدينة مكناس المغربية (التي تقع على بعد 140 كلم شرقي العاصمة الرباط)، عن اجتماع انعقد في مدينة سلا المغربية بين قيادات فرنسية ومغربية للتحضير للتمرين العسكري الذي سيجرى يوم 22 سبتمبر/أيلول المقبل، وستنظم في المنطقة المخصصة للتدريبات في كل من "مركز تكوين المدفعية (CTM) "و"أفردو" بإقليم الرشيدية (على بعد أقل من 100 كم من بشار)، ويجري حاليا التنسيق بين ممثلين عن الجيش الفرنسي وعدد من المصالح العسكرية المغربية ويتعلق الأمر بالمكاتب (قيادات الأركان بحسب التقسيم الفرنسي): الثاني والثالث والرابع والخامس، وكذا تفتيشات المشاة وسلاح المدرعات والمدفعية والهندسة والنقل، إضافة إلى الاتصالات والصحة والقوات الفرنسية.