لا يخلو بلد في العالم من معالم الفقر. تعاني البلدان الصناعية المتطورة من ظاهرة العوز والتشرد. نشرت في الآونة الأخيرة تقارير عن مدينة سان فرانسيسكو الجميلة التي أصبحت تواجه ظاهرة التشرد في شوارعها ويعاني سكانها من الغلاء ومصاعب المعيشة، كذلك تنتشر تلك الظاهرة في عواصم مثل لندن. ثمة تفاوت بالطبع بين الدول في مستويات الفقر والعوز. كذلك هناك درجات للفقر وتعريفات أممية لتلك الدرجات.
يعرف البنك الدولي الفقر المدقع (Extreme Poverty) بالدخل اليومي الذي لا يتجاوز 2.15 دولار. ويتابع مستوى الفقر عند الدخل الذي يساوي 3.65 دولارات في اليوم في الدول ذات الدخل المتوسط الأدنى "Lower Middle Income". أما في الدول ذات الدخل المرتفع فيعتبر الدخل اليومي المساوي لـ 6.85 دولارات هو مستوى الفقر. كما هو معلوم، يجري برنامج الأمم المتحدة للتنمية (UNDP) متابعة مستمرة لسياسات الدول لاستهداف الفقر والعمل من أجل تحسين سبل العيش. لا شك أن العديد من البلدان قطعت شوطا مناسبا في برامج الارتقاء بمستويات المعيشة وتحسين دخل المواطنين فيها.
في مطلق الأحوال، تؤكد التقارير الأممية أن هناك 1.1 مليار شخص يعانون من الفقر بدرجاته المختلفة، ومن بين هؤلاء 455 مليونا يعيشون في مناطق النزاعات والصراعات والحروب الأهلية.
ما هي معدلات الفقر في الدول العربية؟
يقاس الفقر بمعدل دخل الفرد السنوي في أي بلد. يواجه العديد من البلدان العربية مستويات فقر متباينة، فالصومال يعد الأفقر حيث لا يتجاوز معدل دخل الفرد السنوي 462 دولارا، وفي اليمن 677 دولارا، أما سوريا فقد انحدر معدل دخل الفرد السنوي إلى 537 دولارا. في السودان يقدر دخل الفرد بـ 1,100 دولار، وربما دون ذلك الآن بعد نشوب الحرب الأهلية، في حين يصل دخل الفرد إلى 2,100 دولار في موريتانيا، و3,136 في جيبوتي. أما المغرب الذي يعد من الدول العربية المتميزة فيصل دخل الفرد فيه إلى 3,500 دولار، في حين يبلغ في تونس 3,777 دولار، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة 3,789 دولار. أما مصر فقد بلغ دخل الفرد السنوي 4,088 دولارا في عام 2022.