انتهاكات الساحل السوري... ما الفصائل المتهمة؟ ما دورها خارج البلاد؟https://www.majalla.com/node/324795/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%87%D9%85%D8%A9%D8%9F-%D9%85%D8%A7-%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%9F
أفاد مسؤول غربي أوروبي لـ"المجلة" بأن ثلاثة فصائل، بينها مجموعات مرتبطة بتركيا، متهمة بالانتهاكات التي وقعت في الساحل السوري بين 6 و10 مارس/آذار 2025، بينها مجموعات مرتبطة بتركيا وترسل مقاتلين الى مناطق خارج سوريا.
وقال المسؤول إن المجموعات التركمانية التابعة لــ"الجيش الوطني السوري" وهي "فرقة السلطان سليمان شاه، و"لواء الحمزة" و"فرقة السلطان مراد" تعد من أبرز الأطراف المتهمة في الانتهاكات، موضحا أن هذه الفصائل "حظيت بدعم تركي واضح منذ عامي 2016-2017، تزامنا مع دخول حزب "الحركة القومية" التركي، المعروف بتوجهاته القومية المتطرفة، إلى الحكومة" في أنقرة.
وكان العميد غياث دلا القيادي السابق في "الفرقة الرابعة" التي كان يقودها ماهر شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد، قد أعلن تمردا ضد الإدارة السورية الجديدة في الساحل السوري. وقالت مصادر إن دلا قريب من إيران و"حزب الله" وكان نقطة الوصل بينهما وبين ماهر الأسد خلال سنوات الحرب. وأشارت إلى مقتل عناصر من الأمن العام التابع للحكومة الجديدة، أدى إلى استنفار فصائل ومقاتلين للتوجه إلى الساحل للمشاركة في صد التمرد والمشاركة في القتال، ما أدى إلى وقوع قتلى من المدنيين.
وقرر الرئيس الانتقالي أحمد الشرع تشكيل لجنة للتحقيق في الانتهاكات ولجنة أخرى للسلم الأهلي في الساحل السوري.
ما هي الفصائل التي شاركت في الانتهاكات؟
يقول المسؤول الدبلوماسي إن عناصر "فرقة السلطان سليمان شاه، و"لواء الحمزة" و"فرقة السلطان مراد" يرتبطون بعلاقة وثيقة مع الاستخبارات التركية، "إذ شاركت هذه الفصائل الثلاثة في عمليات عسكرية تركية ضد تنظيم (داعش) وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بين عامي2016 و2019، بما في ذلك السيطرة على مدينة عفرين، في ريف حلب، ذات الغالبية الكردية، حيث اتهمت بانتهاكات بحق المدنيين".
يخضع قادة "فرقة السلطان سليمان شاه" و"لواء الحمزة" لعقوبات وزارة الخزانة الأميركية منذ عام 2023، بسبب الانتهاكات التي ارتكبها عناصرهما، لا سيما خلال عملية "غصن الزيتون" التي استهدفت الأكراد في عفرين
لا تُصنَّف هذه الفصائل ضمن التنظيمات الجهادية المتطرفة، كما أنها لا تمتلك روابط مباشرة بالإرهاب الدولي، لكنها تتبنى نهجا يتماشي مع موقف حكومة أنقرة. ويخضع قادة "فرقة السلطان سليمان شاه" و"لواء الحمزة" لعقوبات وزارة الخزانة الأميركية منذ عام 2023، بسبب الانتهاكات التي انتهم بها عناصرهما، لا سيما خلال عملية "غصن الزيتون" التي استهدفت السكان الأكراد في عفرين.
قوات تركية في شمال شرقي سوريا
وتحصل هذه الفصائل على تمويل من تركيا، وتحصل على مصدر إضافي من التهريب بمختلف أنواعه وفرض ضرائب على المزارعين ومنتجي زيت الزيتون وعائدات المعابر الحدودية، حسب قول المسؤول.
وتحافظ هذه الفصائل على علاقات معقدة مع "هيئة تحرير الشام" حيث كانت متحالفة معها قبل عام 2023 في صراعها ضد "الجبهة الشامية" بهدف إضعاف هذا الفصيل الذي عُرف بموقفه المناهض بشدة لكل من تركيا وسيطرة "تحرير الشام" على السلطة. لكن هذه العلاقات شهدت توترا بعد أن قررت "الجبهة الشامية" التحالف مع "هيئة تحرير الشام" اعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
"فرقة السلطان سليمان شاه"
يقود محمد الجاسم (الشهير بـ"أبو عمشة") "فرقة السلطان سليمان شاه" التي تأسست عام 2016.
قبل اندلاع الحرب السورية، كان محمد الجاسم يعمل سائق جرار وحاصدة زراعية في الريف السوري. ومع اندلاع النزاع عام 2011، التحق بمجموعة معارضة مسلحة تُعرف باسم "خط النار"، والتي اندمجت لاحقا مع "كتيبة شهداء حيّالين". وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، شارك في تأسيس لواء "خط النار" في شمال محافظة حماة.
وفي عام 2013، انضم إلى "جبهة ثوار سوريا" ولكن بعد اشتباكات مع "جبهة النصرة" (قبل أن تصبح "فتح الشام" ثم "هيئة تحرير الشام") أدت إلى تفكيك "الجبهة"، استقر في شمال محافظة حلب وانضم إلى "الجبهة الشامية. ولاحقا، تولى قيادة وحدة في "فرقة السلطان مراد" خلال عملية "غصن الزيتون" في عفرين عام 2018، حيث اشتهرت وحدته بارتكاب انتهاكات بحق الأكراد المحليين. بعد ذلك، أسس "فرقة السلطان سليمان شاه" التي أصبحت جزءا من "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا.
وتتمتع "فرقة السلطان سليمان شاه" بجذور قبلية قوية، ويُقدر عدد مقاتليها بين 3.500 و5.000 عنصر. واعتبارا من عام 2023، أنشأت "الفرقة" القوة المشتركة بالتعاون مع "لواء الحمزة".
ينفي "أبو عمشة" تورطه في انتهاكات الساحل، ويقول إنه كان في المستشفى، وأنه اقتصر على نقل تعليمات إلى قواته.
تحافظ هذه الفصائل على علاقات معقدة مع "هيئة تحرير الشام" حيث كانت متحالفة معها قبل عام 2023 في صراعها ضد "الجبهة الشامية" بهدف إضعاف هذا الفصيل الذي عُرف بموقفه المناهض بشدة لكل من تركيا وسيطرة "تحرير الشام" على السلطة
2- "لواء الحمزة"
يقود سيف بولاد، المعروف أيضا باسم سيف أبو بكر، "لواء الحمزة" الذي يضم بين 3.000 و5.000 مقاتل. وقد تأسس اللواء في شمال محافظة حلب في أبريل/نيسان 2016 بعد اندماج خمسة فصائل من مارع، ويعمل انطلاقا من قاعدة حوار كلس العسكرية الواقعة على الحدود التركية.
يعود سيف بولاد إلى أصول تركمانية سورية، وينحدر من بلدة بزاعة في محافظة حلب. ووفقا لموقع "الدرر الشامية"، فقد كان بولاد في الأصل ملازما أول في الجيش السوري، وانضم إلى المعارضة مع اندلاع الحرب الأهلية السورية.
وبحسب قناة "تي آر تي وورلد" التركية، خدم بولاد كضابط في إدارة المخابرات الجوية لمدة سبع سنوات قبل أن ينشق عام 2012. ويُقال إنه قاتل إلى جانب تنظيم "داعش" لفترة قصيرة قبل أن يفر إلى تركيا في أوائل 2014.
وعند عودته إلى سوريا في أواخر 2014، عُيِّن نائبا لقائد "فرقة حزم" التي كانت جزءا من برنامج التدريب والتجهيز التابع لوزارة الدفاع الأميركية خلال عامي 2015 و2016.
أفراد عائلة على متن دراجة نارية يمرون بسيارة متفحمة في بلدة جبلة، محافظة اللاذقية الساحلية في 12 مارس
3- "فرقة السلطان مراد"
يتولى فهمي عيسى قيادة "فرقة السلطان مراد"، التي تأسست في حلب عام 2013، وتُعد من أبرز الفصائل التابعة لـ"الجيش الوطني السوري". ويتراوح عدد مقاتليها بين 5.000 و10.000 عنصر، وكانت جزءا من "حركة ثائرون للتحرير".
تأسست الفرقة في البداية كقوة مكونة من مقاتلين تركمان، لكنها تضم الآن أيضا مقاتلين عربا.
إلى جانب دورها داخل سوريا، انخرطت هذه المجموعات أيضا في عمليات عسكرية تركية أو مدعومة من تركيا خارج الأراضي السورية، بما في ذلك ليبيا، وناغورني كاراباخ، والنيجر.
ما دور هذه الفصائل خارج سوريا؟
منذ عام 2020، نشرت أنقرة في ليبيا جهازا شاملا، مسلحا بجنود أتراك وآلاف المرتزقة السوريين من "الجيش الوطني"، وذلك لدعم وحماية المواقع والشخصيات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية.
في الوقت نفسه، تم نشر المرتزقة والقادة العسكريين المنتسبين إلى تركيا أيضا في غرب أفريقيا، حيث يدربون المجندين المحليين، وخاصة في مجال إزالة الألغام واستخدام الطائرات دون طيار التكتيكية.
ويقول المسؤول الدبلوماسي: "يعتبر وجود المرتزقة السوريين في القارة الأفريقية واحدا من أهم روافع السياسة الخارجية لتركيا، وخاصة في ليبيا".
وفي 29 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلن القائد السوري الجديد، أحمد الشرع، أنه لم يعد يقبل إرسال المرتزقة السوريين إلى الخارج. وفي بداية عام 2025، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لرئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة، أن تغيير النظام السوري لن يؤثر على الدعم التركي لغرب ليبيا.
وكان مسؤولون أتراك وليبيون ناقشوا في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، توسيع الوجود العسكري التركي في ليبيا بحلول عام 2026 وإنشاء وضع قانوني يتيح للمرتزقة المتمركزين في ليبيا الاستقرار هناك بشكل دائم. ويقول المسؤول: "منذ ذلك الحين، تم تعزيز القوات بالفعل لتصل إلى آلاف المقاتلين السوريين الذين تم نشرهم من قبل تركيا في ليبيا.
قوات الأمن تحرس بوابة قاعدة حميميم الجوية، في اللاذقية، سوريا في 13 مارس
وفي يناير/كانون الثاني 2025، قامت أنقرة أيضا باستبدال 300 مرتزق سوري في غرب أفريقيا"، لافتا إلى استمرار استخدام أنقرة للمرتزقة في الخارج (ليبيا، أذربيجان، غرب أفريقيا) وأن "استمرار وجودهم في القارة الأفريقية قد يؤدي إلى توترات مع الإدارة السورية الجديدة التي تسعى إلى تعزيز سيادتها من خلال دمج الجماعات المسلحة السابقة في جيش وطني جديد".
وكان قائد "فرقة السلطان مراد" قد أبلغ موالين له في ليبيا بأنه سيتم تنفيذ بعض التناوب في الأسابيع القادمة. كما تم نشر مدربين أتراك في عدة دول في غرب أفريقيا، مثل توغو، التي تتعاون مع تركيا في مجالات الأمن والاقتصاد منذ عام 2024. ويوضح المسؤول: "تمسك تركيا بهم أدى إلى توتر في صفوف المرتزقة، حيث أعرب بعضهم عن رغبته في العودة إلى سوريا، وكان بينهم مظاهرات عناصر من (وحدة فيلق الماجد)، التابعة للجيش الوطني في طرابلس الليبية، لأنه لم يتم تبديلهم منذ أكثر من تسعة أشهر".