في اجتماع متلفز مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين متباهيا في فبراير/شباط المنصرم: "يمكن القول إن اقتصاد بلدنا تعامل بنجاح مع الضغوط غير المسبوقة المتعلقة بالعقوبات، خلافا لكثير من الدول التي فرضت علينا تلك العقوبات". وقدم عرضا للإنجازات الاقتصادية التي تحققت في سنة 2024، إذ نما الناتج المحلي الإجمالي لروسيا بنسبة 4.1 في المئة، متجاوزا التوقعات الرسمية بمقدار 0.2 نقطة مئوية. وتأكيدا على أن البلاد لم تتأثر بالعقوبات التي فرضت في أوقات مختلفة منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، قال ميشوستين إن دائرة الإحصاءات الحكومية الاتحادية أعادت النظر في البيانات الاقتصادية للسنوات السابقة أيضا.
وأضاف: "إن نمو الناتج المحلي الإجمالي الروسي في سنة 2023 لم يبلغ 3.6 في المئة كما أفيد في الأصل، بل بلغ في الواقع 4.1 في المئة"، مشيرا إلى تصحيح الرقم بعد نشر التقارير السنوية من قطاع الأعمال، والتقارير المحاسبية من الهيئات الحكومية، وسواها.
مثل هذه الاجتماعات الرفيعة المستوى، هو مشهد شائع على التلفزيون الروسي، حيث يظهر فيها الرئيس بوتين فيما يبدو نقاشا رسميا متكلفا وغير عادي مع مسؤول حكومي، ويخضع مضمونه بطبيعة الحال للتدقيق المسبق من قبل الكرملين، ويعني ذلك أن على مشاهدي التلفزيون الروسي ألا يتوقعوا سماع أخبار سيئة في هذه البرامج. فهل حقق الاقتصاد الروسي أداء جيدا بعد ثلاث سنوات من غزو أوكرانيا، أم أن سنة 2025 تحمل مخاطر قد تهز ثقة بوتين وميشوستين وبقية القيادة الروسية؟
هل أسباب التفاؤل مع عودة ترمب في مكانها؟
كان نمو الاقتصاد الروسي مدفوعا بزيادة إنفاق الدولة وإعادة توجيه إنتاجها الصناعي لتلبية احتياجاتها في زمن الحرب. وقد ظهرت في أواخر سنة 2024 بعض المؤشرات على أن الاقتصاد قد بلغ حدود طاقته القصوى، لكن عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وجهوده لإعادة بناء العلاقات مع روسيا أثارت شعورا بالتفاؤل الحذر في الكرملين.