في الساعات الأخيرة لـ "نظام الأسدين"، كانت الأحداث العسكرية تتسارع بشكل لافت وكبير، ورغم ذلك كان الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد لا يزال يعمل بشكل طبيعي في مكتبه الكائن في "قصر الشعب" حتى مساء السبت ٧ ديسمبر/كانون الأول 2024.
وبحسب الرواية التي كشفت لاحقا، كان قد أعلم فريقه الإعلامي ومستشارته بثينة شعبان ان كل شيء على ما يرام وأنه ينوي تسجيل خطاب يتوجه فيه للشعب السوري ويتحدث فيه عن أحداث الساعات الأخيرة.
إلا أن ما حدث كان مختلفا تماما: هرب الأسد ليل السبت-الأحد، من مطار في دمشق نحو قاعدة حميميم الروسية، في جنوب شرقي مدينة اللاذقية، غرب البلاد، ومنها إلى موسكو.
تحررت دمشق دون أي معركة. دخل المقاتلون إلى العاصمة وبعد ساعات معدودة من الإعلان أن سوريا أصبحت من دون بشار الأسد، أي في صباح الأحد ٨ ديسمبر/كانون الأول اقتحمت مجموعة من الثوار ومن أهالي دمشق "قصر الشعب" والقصور الاخرى، التي كان يمنع الاقتراب منها، ودخلوا إلى مكتب بشار الأسد.
وقد حصلت "المجلة" على صور حصرية تظهر حالة المكتب ومقتنياته قبل أن تتم سرقة كل موجوداته. وتظهر الصور خرائط عسكرية مفتوحة على المكتب تغطي غالبية أجزائه، وتظهر تحركات قطع عسكرية من منطقة إلى أخرى مما يدل على أن الأسد كان حتى الساعات الأخيرة يتابع التطورات العسكرية، وليس كما أشيع أنه لم يكن يتابع تفاصيل المعارك التي كانت قد بدأت قبل أيام في البلاد، بل ان مكتبه تضمن خابط تفصيلية لـ "معركة حلب" التي بدأتها "غرفة العمليات العسكرية" بقيادة "هيئة تحرير الشام"، برئاسة أحمد الشرع (ابو محمد الجولاني سابقا) في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، وانتهت بسيطرتها على ثاني اكبر مدينة في البلاد بعد يومين، أي لدى عودة الاسد من موسكو بعد حضوره حفل تخرج ابنه حافظ من جامعة روسية.
كذلك تظهر الصور مكتبة صغيرة تتضمن كتبا عن حافظ الأسد وبشار الأسد، وكتبا تحمل أسماء كتاب عرب معروفين. ومن بين هذه الكتب، عدة كتب للدكتورة نجاح العطار، وكتابان للدكتورة بثينة شعبان، وكتاب للدكتور بشار الجعفري،سفير الأسد في موسكو. وكلهم من أركان النظام السوري ومقربون من الأسد، بما في ذلك بشار الجعفري الذي كان أول المنقلبين عليه (الأسد) بعد هروبه.
كما اكتشف الزوار عددا من الوثائق الغريبة مثل لائحة بأسماء أرامل ضباط "شهداء" وأرقام هواتفهن الجوالة، هل هي للاتصال بهن والمواساة بعد فقدان ذويهن؟
* الصور من: تيسير تقي الدين