قبل أكثر من 15 عاما، تأسست القيادة الالكترونية الأميركية كإحدى الركائز الأساس للدفاع عن المصالح الأميركية في المجال الرقمي.
تعمل هذه القيادة، التي تتخذ من ولاية ماريلاند مقرا رئيسا لها، على تنسيق الجهود العسكرية والأمنية والتقنية لمواجهة التحديات السيبرانية المعقدة التي تستهدف البنية التحتية الحيوية للدولة وأنظمة وزارة الدفاع.
تطورت هذه القيادة من جهود بدأت منذ سبعينات القرن الماضي، عندما أدركت الولايات المتحدة أهمية تأمين شبكاتها المعلوماتية وحماية بياناتها من الاختراقات والهجمات الإلكترونية. ومع تزايد الاعتماد على التقنيات الرقمية في تسيير العمليات العسكرية والمدنية، ظهرت الحاجة إلى كيانات أكثر تخصصا، مثل فرقة العمل المشتركة للدفاع عن الشبكات، التي شكلت لاحقا الأساس لقيادة الفضاء الإلكتروني.
اليوم، تُعتبر هذه القيادة واحدة من أهم الأذرع العسكرية الأميركية في مواجهة التهديدات الإلكترونية، حيث تعمل بالتعاون مع وكالات أمنية وشركاء دوليين لتحقيق أهدافها المتمثلة في حماية الشبكات، ودعم القوات المسلحة في العمليات السيبرانية، وردع الهجمات الإلكترونية الكبرى. ومع تزايد أهمية الفضاء الإلكتروني كمجال للصراع، تظل هذه القيادة في طليعة الجهود الرامية إلى ضمان الأمن والاستقرار في هذا المجال الحيوي، مما يعكس تطورا مستمرا في استراتيجيات الدفاع والردع في العصر الرقمي.
تركز القيادة على ثلاثة مجالات رئيسة، حماية شبكات وزارة الدفاع، تقديم الدعم لقيادات العمليات العسكرية لتنفيذ مهامها حول العالم، وتعزيز قدرة الدولة على الصمود والاستجابة في وجه الهجمات الإلكترونية، كما تعمل على توحيد توجيه العمليات في الفضاء الإلكتروني، وتعزيز قدرات وزارة الدفاع في هذا المجال، بالإضافة إلى دمج وتعزيز الخبرات السيبرانية ضمن الوزارة.
لكن يبدو أن تلك القيادة قد تتغير مهامها الأساسية في عصر الرئيس الأميركي دونالد ترمب. فقبل نحو شهر، أصدر وزير الدفاع الأميركي بيت جيسيث أوامر إلى القيادة الالكترونية الأميركية التابعة للجيش بتجميد عمليات التنظيم والمواجهة الخاصة، في خطوة يبدو أنها محاولة أخرى من إدارة ترامب لإقامة علاقات جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
حتى الآن، لا يزال مدى تأثير هذا القرار غير واضح من حيث فترة سريانه وطريقة تنفيذه، فضلا عن كونه مقتصرا على القيادة السيبرانية، وهل يشمل هيئات أخرى معنية بمراقبة الفاعلين الروس في مجالات القرصنة والاستخبارات السيبرانية.