في محاولة لكسب الوقت من دون إغضاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أطلقت روسيا جملة من التصريحات الموافقة على مبدأ الهدنة لكنها غلفت اشتراطاتها بطرح أسئلة تحتاج إلى مفاوضات إضافية ربما تتطلب حسما من رئيسي البلدين.
وبعد لقاء الرئيس فلاديمير بوتين مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، يوم الجمعة الماضي، إن "بوتين يدعم موقف ترمب تجاه التسوية في أوكرانيا، لكنه طرح أسئلة تحتاج إلى إجابات بمشاركة الجانبين"، مشيرا إلى تفاهم الطرفين الروسي والأميركي على أن "الاتصالات المباشرة بين بوتين وترمب ضرورية". وذكر بيسكوف أن بوتين حمل المبعوث الأميركي رسالة إلى الرئيس ترمب تضمنت "إشارات إلى النقاط التي تحتاج لعمل مشترك من أجل إنجاح اقتراح الهدنة" في أوكرانيا.
ورأى بيسكوف أن "التفاؤل الحذر الذي أبدته الولايات المتحدة حيال ملف التسوية الأوكرانية مبرر بعد تصريحات الرئيس بوتين" يوم الخميس الماضي.
وفي المقابل قال الرئيس الأميركي، الجمعة، في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال": "أجرينا نقاشات جيدة ومثمرة للغاية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهناك احتمال كبير جدا أن تنتهي هذه الحرب الدموية الرهيبة أخيرا".
رغم الرد الملتبس للرئيس بوتين على اقتراح وقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوما، حافظ الرئيس ترمب على تفاؤله الحذر وأحجم عن إطلاق أي تهديدات بحق روسيا في حال رفض الخطة.
وقال الرئيس بوتين، يوم الخميس الماضي، إن روسيا توافق على المقترحات الأميركية لوقف القتال، مستدركا أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يؤدي إلى سلام دائم، وأن يعالج جذور الصراع.
وقبيل لقائه مع المبعوث الأميركي ويتكوف، ذكر بوتين في مؤتمر صحافي مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في موسكو أن بلاده "تؤيد" الهدنة التي اقترحتها واشنطن في أوكرانيا، لكن هناك "خلافات دقيقة وأسئلة جدية" ما زالت عالقة. وتساءل الرئيس الروسي: "كيف يمكننا ضمان عدم تكرار مثل هذا الوضع؟ كيف سيتم تنظيم عملية المراقبة؟ (...) هذه أسئلة جدية"، مشيرا إلى وجود حاجة للتحدث مع الأميركيين وربما الاتصال بالرئيس ترمب.
وخلص بوتين إلى أن "هناك عددا من النقاط الدقيقة التي تجب مراعاتها" لإنجاح الهدنة، أولها الحصول على ضمانات أميركية بمراقبة سلوك أوكرانيا خلال الهدنة بهدف عدم تسريع وتائر استغلال المهلة لإعادة التسليح وتنظيم الجيش. والثانية تتعلق بضمان أن تكون الهدنة مرتبطة بإطلاق مفاوضات الحل النهائي بشكل يعالج الأسباب الجذرية للصراع، والثالث استسلام القوات الأوكرانية التي ما زالت تسيطر على أجزاء من مقاطعة كورسك الروسية.