لا أحد من اليمنيين، جلهم تقريبا، سوف يكون سعيدا بسماع المزيد من دوي الانفجارات الضخمة التي تهز مدنا ومناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، أو برؤية مشاهد الدمار الواسع الذي تلحقه الضربات الجوية الأميركية بمنشآت ومؤسسات مدنية هي في الأصل ملك للشعب اليمني كله وليس للحوثيين، حتى وإن حاول هؤلاء استخدامها لأغراضهم الخاصة الأمنية والعسكرية.
ولكن ما العمل مع جماعة مسلحة لا تشكل خطرا عالميا فحسب، لكنها تمثل قبل ذلك تهديدا أكثر خطورة داخل اليمن نفسه، خصوصا لجهة عدم تمكن اليمنيين طوال عشر سنوات من الحرب من دحر هذه الجماعة واستعادة دولتهم وتأمين مصالح الداخل بالتلازم مع الخارج أيضا.
كثيرٌ من اليمنيين لا يريد أن يرى نهاية لجماعة الحوثيين على يد الولايات المتحدة وبريطانيا بل بأيديهم، سلما أو حربا. فهذا في رأيهم أكبر جدوى وأقل كلفة على الجميع في الداخل والإقليم والعالم.
حساسية اليمنيين عالية إزاء تدخل اسرائيل في مجرى هذا الصراع، أو أن تنوب عنها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.
ما أهداف الحملة الجارية؟
تركز واشنطن غاراتها الحالية على ما تقول إنها ترسانة الحوثيين العسكرية بما فيها من ورش تصنيع ومنصات لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة ومشاغل لصناعة الألغام الأرضية والبحرية، والرادارات ومعسكرات التدريب وغير ذلك من أصول عسكرية.
ومن خلال قصفها الجوي لمبان في المربع الأمني للجماعة في كل من حي "الجِراف" ومنطقة "شعوب"، يتضح أن الجيش الأميركي وجهاز الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) يركزان الآن على استهداف واغتيال المستويات الاولى والثانية وحتى الثالثة من قيادة جماعة الحوثيين.
حي "الجِراف" يحتضن مقر المكتب السياسي للجماعة، ويقع فيه مقر قناة وشبكة "المسيرة" الواجهة الاعلامية للجماعة، كما تقطن في هذا الحي قيادات في الجماعة، وسبق أن كان الحي الواقع شمال صنعاء ساحة لأنشطة واسعة للحوثيين، كما كان أول أحياء المدينة التي أسقطها مسلحو الجماعة عند اجتياحهم صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر/أيلول عام 2014.