مع تصاعد الأحداث العنيفة على طول الشريط الساحلي ذي الأغلبية العلوية والتي تخللتها مجازر بحق المدنيين العلويين، تعاظمت المخاوف من انزلاق سوريا مجددًا نحو الفوضى. ومع ذلك، جاء الإعلان عن اتفاق بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية/وحدات حماية الشعب (SDF/YPG) مظلوم عبدي ليمنح بصيصًا من الأمل.
ينص الاتفاق المكون من ثماني مواد، والذي تم توقيعه في 10 مارس/آذار، على الاعتراف بالكرد كمواطنين متساوين في الدولة السورية الجديدة، مع ضمان كامل لحقوقهم.
وفي خطابه خلال مأدبة الإفطار يوم 11 مارس، علّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على التطورات، قائلًا: "نعتبر أي جهد لتطهير سوريا من الإرهاب خطوة في الاتجاه الصحيح. إن تنفيذ جميع الاتفاقات التي تم التوصل إليها سيخدم أمن وسلام سوريا، وسيكون الفائزون جميع أشقائنا السوريين".
ويبدو أن أردوغان تعمد جعل تصريحاته غامضة، تجنبا للخوض في التفاصيل، على الأرجح بسبب الحساسيات السياسية الداخلية.
وبينما يمثل هذا الاتفاق بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية/وحدات حماية الشعب خطوة إيجابية نحو إيجاد أرضية مشتركة بين مختلف الأطراف وتعزيز وحدة سوريا، فإنه لا يزال إطارا عاما أكثر من كونه خطة قابلة للتنفيذ الفوري. ومن المتوقع أن تتم مفاوضة التفاصيل خلال الأشهر المقبلة، مع إشارة المادة الثامنة إلى وجوب تنفيذها بحلول نهاية العام.
في المقابل، أوضح مظلوم عبدي ماهية هذا الاتفاق، ما يشمله وما لا يشمله، في مقابلة طويلة أجراها معه إبراهيم حميدي، رئيس تحرير "المجلة." وفيما يلي العناصر الرئيسة لما قاله مظلوم عبدي، بكلماته الخاصة:
1) نحن متفقون على أن وحدة الأراضي السورية، وإنشاء جيش موحد، وإطار مؤسسي واحد، وعاصمة واحدة وعلم واحد هي قضايا سيادية أساسية، لكن الكثير من التفاصيل، بما في ذلك "آليات التنفيذ والجداول الزمنية والمسائل اللوجستية" لم يتم حلها بعد، ولا تزال هناك اختلافات في التفاصيل ووجهات النظر. (بعبارة أخرى، لا تزال المفاوضات حول كيفية تطبيق هذه المبادئ العامة جارية، وهناك اختلافات كبيرة بين الطرفين حول التفاصيل).