لندن: كانت البرازيل قريبة إلى الدرجة التي خيل إلي وأنا أطوف بين قاعات المعرض العشر أنها كانت حاضرة في كل التحولات الفنية التي شهدها مطلع القرن العشرين. المعرض الذي يضم 130 لوحة لعشر رسامات ورسامين تؤرخ لتاريخ الحداثة في البرازيل عبر سبعين سنة تمتد من 1910 حتى 1980.
تقف أنيتا مالفاني (1889ــ 1964) في المقدمة، ذلك لأن مَن يرى الأعمال التي أنجزتها في العقد الثاني من القرن العشرين لابد أن يضعها في سياقها التاريخي كونها تتطابق على مستوى البعد الشكلي مع محاولات فناني برلين وباريس في تلك المرحلة لاستخلاص الدروس من الثورة التي أحدثها بول سيزان في طريقة النظر إلى الموضوع المرسوم (منظر طبيعي أو هيئة بشرية أو طبيعة صامتة).
مع فن أنيتا مالفاني لا يمكن الحديث عن تأثير الآخرين. فالفنانة عاشت الأحداث مباشرة حين كانت في برلين بدءا من عام 1910 وما توصلت إليه جعلها قريبة من بابلو بيكاسو وبول كلي وأوسكار كوكوشكا وهنري روسو وآخرين ممَن ساهموا في فتح أبواب الحداثة الفنية.