دمشق - زرتُ سوريا لأول مرة سائحا شابا عام 1983، ثم عدت إليها مجددا في عام 1987، وعلى مر السنين ازداد إعجابي بشعبها، بما يتحلى به من كرامة ودفء الضيافة، وبإرثها الثقافي والتاريخي الاستثنائي. وقد تعمق هذا الإعجاب أكثر مع اندلاع الثورة السورية، حين خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين العزل في عامي 2011 و2012، يواجهون الرصاص والاعتقال والتعذيب، بل والموت، على يد جنود النظام وأجهزته الأمنية، في مشهد يُجسد أقصى درجات الشجاعة التي رأيتها في حياتي. لكن وبعد سقوط حلب في ديسمبر/كانون الأول 2016، ظننت للوهلة الأولى أن الثوار السوريين قد هُزموا وأن النظام انتصر.
وفقا لأحد التعريفات، فإن الخبير هو مجرد شخص من مدينة مختلفة. لقد صدمني بالطبع الانتصار السريع الذي حققته الثورة في ديسمبر/كانون الأول 2024، وقبلت بسرور دعوة من منظمة بريطانية غير حكومية للانضمام إليهم في زيارة إلى سوريا الحرة في منتصف يناير/كانون الثاني. واسمحوا لي أن أعرض هذه الأفكار بعد زيارتي تلك، غير أنها ليست أفكارا يقدمها خبير؛ إنها مجرد انطباعات رجل من مدينة مختلفة.