لم تتوقف حرب التصريحات والبيانات التي تؤجج الأزمة بين الجزائر وفرنسا. وأصبح الأمل في إطفاء لهيبها ضئيلا جدا في ظل غياب حلول دبلوماسية. فأي سيناريوهات تحملها المرحلة المقبلة؟ وهل البلدان على شفا القطيعة السياسية والدبلوماسية؟
وأخذ التوتر المزمن بين الجزائر وفرنسا منحى خطيرا وعلى ما يبدو أنه بلغ ذروته في الفترة الأخيرة في ظل غياب مؤشرات توحي بإمكانية العودة إلى ما كانت عليه العلاقات قبل سحب الحكومة الجزائرية سفيرها لدى فرنسا عقب إقدام باريس على الاعتراف بالمخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء الغربية. ولم يعد السفير إلى باريس إلى حد كتابة هذه الأسطر.
ومن بين أهم القضايا التي عمقت الهوة في العلاقة بين البلدين، التدابير التقييدية على التنقل والدخول إلى الأراضي الفرنسية، والتي تم اتخاذها في حق الرعايا الجزائريين الحاملين لوثائق سفر خاصة (دبلوماسية) تعفيهم من إجراءات الحصول على التأشيرة وفقا لما تنص عليه أحكام المادة الثامنة من الاتفاق الجزائري الفرنسي المتعلق بالإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية أو المهمة، وهو الإجراء الذي وصفته الجزائر بـ"الاستفزازي" وحملت الحكومة الفرنسية مسؤولية التداعيات المباشرة على العلاقات والانسياق إلى أطروحات اليمين الفرنسي، وقالت إنها "صارت على ما يبدو محط مشاحنات سياسية فرنسية- فرنسية يسمح فيها بكل أنواع المناكفات السياسوية القذرة في إطار منافسة يحرض عليها ويوجهها ويأمر بها اليمين المتطرف". وهددت بأن "هذه الحركية التي تستدرج في سياقها، ليس فقط القوى السياسية الفرنسية، بل أيضا أعضاء الحكومة الفرنسية، سيكون لها عواقب غير محسوبة على جميع جوانب وأبعاد العلاقات الجزائرية الفرنسية".