لندن- أبدت طهران، من خلال وسائل الاعلام المقربة من الحكومة، فتورا لافتا حيال ما قيل عن عرض بالوساطة تقدمت به روسيا لدفع ملف مفاوضات المشروع النووي الايراني قدما الى الامام مع ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترمب، بذريعة تضارب المصالح الروسية والايرانية في الشرق الاوسط.
فقد تناولت الصحافة الإيرانية الوساطة التي قد تقوم بها روسيا بين إيران والولايات المتحدة وذلك بناء على ما ذكرته قناة "زفيزدا" الروسية التي نقلت عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين وافق على التوسط بين إيران والولايات المتحدة في محادثات تتعلق بالأسلحة النووية.
ونشرت وكالة أنباء "نور نيوز" التابعة للحرس الثوري تقريرا حول دور الوساطة الذي قد تلعبه موسكو بين طهران وواشنطن، وقالت فيه: "دخلت الدبلوماسية الإقليمية مرحلة جديدة بعد نشر تقارير حول احتمال دخول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خط الوساطة بين إيران وأميركا... ويأتي هذا الخبر في ظل إصرار إيران على عدم الدخول في المفاوضات (مع أميركا) تحت الضغوط".
وأضافت "نور نيوز": "لعبت روسيا دورا حاسما في المعادلات الدولية المرتبطة بإيران خلال الأعوام الأخيرة محاولة الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع طهران من جهة وإبقاء الباب مفتوحا أمام الغرب من جهة أخرى، غير أن الوساطة الروسية بين إيران وأميركا تواجه تحديات لأن العلاقات بين طهران وواشنطن أكثر تعقيدا مما يمكن حله بسهولة".
وتابعت: "لم يقدم المسؤولون الإيرانيون ردا رسميا حول هذه التقارير والمزاعم غير أن وزارة الخارجية الإيرانية أكدت أن طهران مصرة على عدم الدخول في أية مفاوضات تحت الضغوط القصوى وهذا ما أعلنه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي من أنه من الطبيعي أن تعرض الدول المختلفة مساعدتها غير أن إيران لن ترضخ لمفاوضات في ظروف غير متكافئة... وقالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجري إن سياسة طهران عدم التفاوض تحت الضغوط القصوى وأنه يمكن إجراء مفاوضات في ظروف عادلة ودون فرض شروط أحادية الجانب".
وأشار التقرير إلى أن إيران تنظر إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي (في 2018) كنموذج يدل على عدم الثقة بالمفاوضات مع الجانب الأميركي وأن إيران تعتبر التزام الطرف الآخر بالقوانين الدولية شرطا للمفاوضات.
وعدد التقرير موانع الوساطة الروسية بين إيران وأميركا وهي: "عدم ثقة الطرفين الإيراني والأميركي بروسيا والحسابات الاستراتيجية الروسية التي تميل إلى لعب دور فاعل في الشرق الأوسط بهدف ارتقاء مكانة موسكو وتأمين مصالحها أكثر من السعي وراء اتفاق مستدام بين إيران وأميركا. وعدم رغبة إيران بالتفاوض مع أميركا تحت الضغوط، حيث إن إيران تصر على موقفها من عدم التفاوض مع الولايات المتحدة في ظل ظروف غير متكافئة وهذا يجعل نجاح الوساطة الروسية أصعب. والقدرات النووية الإيرانية حيث إن إيران تؤكد على التقدم في برنامجها النووي وعلى سلميته، غير أن زيادة مخزون اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة 60 في المئة وقلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ذلك يجعلان المفاوضات والحراك الدبلوماسي أكثر تعقيدا".