في خضم تداعيات قرار الرئيس ترمب وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، لا تزال العواصم الأوروبية عاجزة عن استيعاب رؤيته، ورؤية كبار مسؤولي أمنه القومي، حيال الجيوش الأوروبية وحلف "الناتو". وفي صدارة هذه الهواجس، لا سيما لدى مستشار الأمن القومي مايكل والتز، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، يبرز ما يعتبرونه إخفاق أوروبا في أفغانستان. فهم يرون أن مهمة "الناتو" هناك، كانت مدعومة بالكامل تقريبًا من قبل الولايات المتحدة، مما جعلها أطول حرب في تاريخها.
بالنسبة لإدارة ترمب، شكلت أفغانستان المحك الحقيقي للمتغيرات التي تتكشف اليوم في واشنطن وعواصم أوروبا، حيث تجد هذه الأخيرة نفسها، عاجزة عن التكيف مع تداعيات سياساته. فمن إصراره على إبرام صفقة المعادن الأوكرانية إلى مطالبة الولايات المتحدة بزيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي، وتعزيز الانتشار العسكري في أوكرانيا، تتقاطع جميع المسارات، وفق رؤيته، عند إخفاقات "الناتو" في أفغانستان. وكما حذر القائد السابق لحلف "الناتو"، الأدميرال جيمس ستافريديس، قبل ثلاثة أيام في "ديلي تلغراف"، فإن الحلف قد يكون قاب قوسين أو أدنى من الانهيار.
رأيت الأميركيين يقاتلون
بعد أيام من هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، واجه حلف "الناتو" أصعب اختبار عسكري ودبلوماسي له منذ تأسيسه عام 1949. وقد شكّل الحلف قوة مهام خاصة للقتال في أفغانستان أُطلق عليها اسم قوة المساعدة الأمنية الدولية (آيساف).ومع مرور عشرين عاما، بلغت الحرب هناك ذروتها عام 2021، لتصبح ليس فقط أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، بل الأطول في تاريخ الحلف أيضا.