في يوم المرأة العالمي... إضاءة على صانعات السينما العربيات

طرحن قضايا النساء من زوايا مختلفة

Lina Jaradat
Lina Jaradat

في يوم المرأة العالمي... إضاءة على صانعات السينما العربيات

لا يستهدف هذا المقال حصر أسماء السينمائيات العربيات على الساحة حاليا، ولا يعني ذكر بعضهن، عدم تقدير بعضهن الآخر. فهي مجرد محاولة للإضاءة على أعمال تستحق المشاهدة والتأمل، والامتنان لصانعاتها اللواتي بذلن جهدا استثنائيا لتحقيقها. في العالم العربي، لا تزال النظرة المتحفظة تحاكم غالبا منتج المرأة الإبداعي، علاوة على صعوبات الحصول على تمويل لتنفيذ مشارع الأفلام، مع الأخذ في الاعتبار الأحوال الاقتصادية غير المستقرة، والاضطرابات السياسية والحروب الأهلية التي اندلعت في بعض الدول العربية خلال الأعوام الأخيرة.

حراك سينمائي

قبل الحراك السينمائي الذي تشهده السعودية حاليا، كان ظهور فيلم "وجدة" عام 2012، حدثا سينمائيا فارقا على مستوى المملكة. فهو أول فيلم يُصوَّر في الرياض، ومخرجته هيفاء المنصور، تُعد أول صانعة أفلام سعودية. سوى أن تأثير "وجدة" امتد أيضا إلى المستوى العربي، وحتى العالمي، مع عرضه في مهرجانات دولية، كمهرجان فينيسيا. مست هيفاء المنصور بفيلمها أوجاع النساء في العالم العربي، حين جعلتنا نرى ما اصطلح على تسميته بالعادات والتقاليد، بعين صبية حالمة ومحبة للحرية هي وجدة. وكأنها البراءة تسائل القيد، وتدين الظلم الواقع على الأنوثة من منطلق إنساني خالص. بعد ذلك، قدمت المنصور فيلما لافتا آخر هو "المرشحة المثالية" عام 2019. وخارج العالم العربي، قدمت من إنتاج أوستراليا فيلما عن حياة الشاعرة الإنكليزية ماري شيلي عام 2018.

مست هيفاء المنصور بفيلمها أوجاع النساء في العالم العربي، حين جعلتنا نرى ما اصطلح على تسميته بالعادات والتقاليد، بعين صبية حالمة ومحبة للحرية

بين صانعات السينما السعوديات حاليا، تتميز هناء العمير، بأنها أيضا ناقدة سينمائية. بدأت بنشر مراجعات عن الأفلام في الصحف العربية، ثم انتقلت الى كتابة السيناريو، فإلى الإخراج. إلى جانب فيلمها "شكوى" الذي فاز في مهرجان أفلام السعودية بجائزة النخلة الذهبية، صنعت العمير فيلمها "أغنية البجعة" وعُرض في مهرجان برلين السينمائي، وهو مقتبس عن نص شهير لتشيخوف. أخرجت العمير مسلسل "وساوس" الذي عُرض على شبكة "نتفليكس". ومن أهم أعمالها أيضا كتابها المميز "ساموراي السينما اليابانية... أكيرا كوروساوا"، وهو دراسة في أعمال المخرج الكبير ومسيرته السينمائية، صدر عن "دار مسعى للنشر والتوزيع"، عام 2017.

AFP
المخرجة هيفاء المنصور

من صانعات الأفلام الواعدات أيضا، فاطمة البنوي، وهي ممثلة ومؤلفة ومخرجة. لفتت الأنظار إليها حين ظهرت ممثلة في فيلم "بركة يقابل بركة" عام 2016، وتوالت مشاركاتها التمثيلية بعد ذلك. مثلت البنوي في مصر، ظهرت في مسلسلات "ما وراء الطبيعة" على شبكة "نتفليكس"، ومسلسل "60 دقيقة"، وغيرهما من أعمال. أما كمخرجة فقد بشَّر "بسمة" فيلمها الذي طُرِح العام الماضي، بمولد صانعة أفلام خاصة وحساسة، ننتظر منها المزيد من الإبداع الفني. تناول الفيلم العلاقات العائلية المعقدة، والتأثير المباشر لصدمات الطفولة على الاختيارات اللاحقة في الحياة، كل ذلك بأسلوب دافئ وحميمي.

المخرجة هناء العمير

في السينما التسجيلية

في السودان، يمكن القول إن السينمائيات صنعن حركة مهمة في السينما التسجيلية، التي ركزت في طبيعة الحال على قضايا تتعلق بمعاناة النساء مع الإذلال والانتهاك والحرمان من الحقوق. في أفلام صُوّر بعضها قبل سقوط حكم البشير وبعده، ومع اندلاع الحرب الأخيرة بين الجيش و"الدعم السريع". على سبيل المثل، قدّمت المخرج الشابة مروى زين فيلمها المهم "الخرطوم أوفسايد" عام 2019، وهو يتبع على مدار أربعة أعوام، مجموعة من الشابات السودانيات الشغوفات بكرة القدم، في مجتمع لا يشجع كثيرا على هذه الحرية في الحركة لأجساد النساء. قدمت مروى زين، قبل هذا الفيلم التسجيلي، فيلمين قصيرين في مصر هما "أسبوع ويومين" الذي أدت الدور الرئيس فيه ياسمين رئيس، وكذلك فيلم "اللعبة" الذي كان مشروع تخرجها في معهد السينما في القاهرة.

AFP
المخرجة فاطمة البنوي

وفي عام 2022، قررت المخرجة سارة سليمان إجراء مجموعة من الحوارات التوثيقية مع رائدات الحركة النسوية في السودان، واستمعت منهن لا فقط إلى تاريخ نضالهن مطالبة بالحقوق الاجتماعية والسياسية، لكن كذلك إلى تاريخ القمع والمهانة والتشويه للجسد الأنثوي، بادعاء حمايته، وبزعم ملكية الرجل له. في "أجساد بطولية" الذي عُرض تجاريا العام الماضي، بحث دؤوب بالصوت والكلمة والصورة، عن مقاومة النساء، التي لم تتوقف خلال أحلك الأوقات. فيلم يلهم بصناعة أفلام شبيهة، من كل مجتمع عربي.

المخرجة مروى زين

أخيرا، شارك الفيلم التسجيلي السوداني "الخرطوم" في مهرجان برلين السينمائي، ويصوّر المدينة بعد اندلاع الحرب الأخيرة، بعدسة خمسة مخرجين، منهم مخرجة هي راوية الحاج، التي تبعت مجموعة من الأطفال الذين يعيشون في إحدى مناطق النزاعات. وتمكنت الحاج، بمشاركة فريق للفيلم، من إيجاد مأوى للأطفال في مكان أكثر أمانا بعد نهاية تصوير الفيلم.

صنعت السينمائيات السودانيات حركة مهمة في السينما التسجيلية، التي ركزت في طبيعة الحال على قضايا تتعلق بمعاناة النساء مع الإذلال والانتهاك

وفي مصر، شهدت الأعوام الأخيرة أيضا إنتاجا لافتا للأفلام التسجيلية التي تصنعها نساء. قدمت ماجي مرجان على سبيل المثل فيلمين مؤثرين، الأول "من وإلى مير" 2021 عن ماضي وحاضر قرية في محافظة أسيوط، صعيد مصر، التي تمتد منها الجذور العائلية للمخرجة، وهو فيلم عذب فيه جانب شخصي، لكن كذلك جانب عام عن حياة أهل القرية ذات الغالبية القبطية، وشبابها المحاصر بين الهجرة والانتحار. فيلمها الثاني "رسائل الشيخ دراز" الذي استمر عرضه طوال شهور العام الماضي، بعد نجاحه جماهيريا.

MAFF
المخرجة سارة سليمان

في الشهور الأخيرة فقط، استقبلت دور العرض بمصر فيلم "سنووايت" الذي توج في مهرجان البحر الأحمر بالسعودية، للمخرجة تغريد عبد المقصود، وهو روائي بروح تسجيلية عن حياة شابة من قصار القامة في مصر. كما حقق فيلم "الهوى سلطان" لمؤلفة ومخرجة هي هبة يسري، نجاحا كبيرا في شباك التذاكر، مانحا بطولة حقيقية لممثلة امرأة هي منة شلبي. ولا ننسى فيلم "الفستان الأبيض" من تأليف وإخراج جيلان عوف، الذي قدم قصة عذبة عن فتاة تحلم بفستان زفافها في ظروف اقتصادية واجتماعية قاسية. ما يذكرنا بكاتبة السيناريو وسام سليمان، صانعة أفلام أخرى، كتبت أفلاما مؤثرة منها: "فتاة المصنع" 2014، "في شقة مصر الجديدة" 2007، و"أحلى الأوقات" 2004. 

المخرجة تغريد عبد المقصود

شراكات سينمائية

من بين المخرجات المصريات اللافتات في الأعوام الأخيرة، كانت كوثر يونس. قدمت فيلمها التسجيلي "هدية من الماضي" 2015، وهو مجددا فيلم عائلي، أو الأدق شخصي عن علاقتها بأبيها الأستاذ في معهد السينما مختار يونس. العام الماضي، عُرض لكوثر فيلم "مقسوم"، وهو تجاري، من بطولة ثلاث ممثلات، ويتحدث عن علاقات الصداقة بين النساء. شاركت كوثر أيضا في إنتاج فيلم "دخل الربيع يضحك" الذي عُرض في الدورة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائي، لمخرجة أخرى واعدة هي نهى عادل.

AFP
المخرجة كوثر يونس

إلى جانب المشاركات السينمائية، أسست المخرجة المصرية أمل رمسيس صاحبة الفيلم التسجيلي "تأتون من بعيد" 2018 "قافلة بين سينمائيات" التي تستهدف دعم صانعات السينما العربيات، وتتفرع منها مجموعة من الأنشطة السينمائية بين عروض أفلام بالمجان عبر موقع المؤسسة لصانعات سينما من العالم أجمع، علاوة على ورش عمل للمخرجات، مثل ورشة الفيلم التسجيلي الطويل، وورش الأفلام القصيرة.      

المخرجة أمل رمسيس

على النهج نفسه، أسست صاحبة الفيلم الوثائقي "عن الشعور بالبرودة" 2005، والفيلم الروائي المؤثر "الخروج للنهار"، المخرجة هالة لطفي/ شركة إنتاج مستقلة هي "حصّالة فيلمز"، وآخر إنتاجاتها فيلم "المستعمرة" لمحمد رشاد، الذي عُرِض هذا العام في الدورة الأخيرة من مهرجان برلين السينمائي.

أسست المخرجة المصرية أمل رمسيس صاحبة الفيلم التسجيلي "تأتون من بعيد" 2018 "قافلة بين سينمائيات" التي تستهدف دعم صانعات السينما العربيات

ومن سوريا، رغم الميل إلى الإنتاج التلفزيوني على حساب السينما، برزت أسماء لصانعات أفلام، منهن مخرجة الأفلام الوثائقية ديانا الجيرودي،ي صاحبة "جمهورية الصمت" الذي شارك في مهرجان فينسيا عام 2021، وقد ساهمت بدورها في تأسيس شركة إنتاج في سوريا هي Proaction لإنتاج الوثائقيات وأنتجت أعمالا شاركت في مسابقات دولية مثل: "ماء الفضة" 2014، و"العودة إلى حمص" 2013.

AFP
المخرجة ديانا الجيرودي

وفي عام 2019 صنعت واحة الراهب فيلمها الروائي القصير "قتل معلن" من أداء مكسيم خليل، ويتناول معاناة الطفلات في عائلات اللجوء وهن المحاصرات بين الخوف من التعرض للاغتصاب وبين الزواج غير القانوني الذي لا يمكن رؤيته إلا كشرعنة للاغتصاب، كما في الحكاية التي يقدمها الفيلم.

AFP
المخرجة سؤدد كعدان

المخرجة سؤدد كعدان عبرت في "نزوح"، من تأليفها وإخراجها، عن معاناة النساء السوريات في العائلات التي اضطرت إلى البقاء في سوريا قبل سقوط النظام السوري أخيرا. الفيلم يُروى من عين طفلة صغيرة تبحث عن الدهشة والخيال وسط حطام عالم الكبار من جانب والاضطرار إلى النزوح من جانب آخر، ورغم المأساة لا يفتقد خفة الظل.

AFP
المخرجة مي المصري

الاحتلال وصانعات الأفلام

من فلسطين، تعاملت المخرجة مي المصري وثائقيا مع موضوعات انعكاس الفساد السياسي على الحياة اليومية في "يوميات بيروت" 2006، وعيشة الأطفال الصغيرة وأحلامهم الكبيرة في المخيمات في "أطفال شاتيلا" 1998. وفي فيلمها الشهير "3000 ليلة"، قدمت قصة عن حياة سيدة تُحتجز لسنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، عن الطريقة التي كانت تدير بها أيامها مع زميلاتها في الزنازين، وظروف الاحتجاز المجحفة.

AFP
المخرجة آن ماري جاسر

وتركت آن ماري جاسر بصمتها الخاصة منذ فيلمها الروائي الأول "ملح هذا البحر" 2008، ويروي بأسلوب بين التسجيلي والروائي، المدينة الفلسطينية بعين ابنة غريبة، تصل من الخارج بحثا عن جذور عائلتها، فتكتشف الاستيلاء الإسرائيلي على كل ما كان يخصها.

المخرجة فرح النابلسي أثارت بدورها موضوع المقاومة، الذي يبدو نتيجة طبيعية لمجموعة من قوانين الاحتلال الظالمة، في فيلمها "الأستاذ" 2023، الذي يتعرض أيضا لسؤال عن منهج المقاومة وحدودها، وتترك مشاهدته مرارة في الحلق، وشعورا بالعجز، إزاء أولئك الذين ينزفون أحلامهم ودمهم من دون ذنب جنوه.

تركت آن ماري جاسر بصمتها الخاصة منذ فيلمها الروائي الأول "ملح هذا البحر" 2008، ويروي بأسلوب بين التسجيلي والروائي، المدينة الفلسطينية بعين ابنة غريبة

أما عن آخر الأفلام الفلسطينية الجديدة، فقد عُرض الوثائقي "يالا باركور" للمخرجة عريب زعيتر، في الدورة الأخيرة من مهرجان برلين السينمائي، والفيلم يعرض مقاطع لشباب فلسطينيين يمارسون رياضة الباركور (وهي القفز بين البنايات) على أنقاض البيوت والمقابر في مدينة غزة قبل الحرب الأخيرة. بالتوازي، توثق عريب زعيتر رحلتها في اكتشاف غزة، مدينة والدتها، من منفاها في أميركا، هي التي لم تزر المدينة إلا مرة واحدة في طفولتها. امتد تصوير الفيلم، إلى فترة الحرب، وتقول المخرجة إن بعض الأماكن التي تم تصويرها، وبعض الأشخاص الذين ظهروا في الفيلم لم يعد لهم وجود. أثار الفيلم إعجاب المشاهدين ممن حضروه في برلينالي السينمائي، ونال جائزة الجمهور هناك.

AFP
المخرجة فرح النابلسي

دفاتر بيروت

من لبنان، تشتغل صانعة الأفلام جوانا حاجي توما، في شراكة مع زوجها خليل جريج. وفي "دفاتر مايا" 2021، اقتبست جوانا فكرة فيلمها عن رسائل وتسجيلات حقيقية كانت لها قبل زمن مع صديقتها المهاجرة. اكتشفت الرسائل متأخرة، وانبنت عليها قصة الفيلم الذي يتناول أيضا علاقة السينما بالذكريات والصور والماضي.

AFP
المخرجة جوانا حاجي توما

واهتمت ميريام الحاج في فيلمها التسجيلي "متل قصص الحب" 2024، بتصوير ثلاث شخصيات نسائية من خلفيات فكرية واجتماعية مختلفة على مدار سنوات، منذ بدء التظاهرات في بيروت عام 2018، والشعور بالأمل أن شيئا يتغير إلى الأفضل، مرورا بحادثة انفجار مرفأ بيروت عام 2020، والشعور بالخيبة الذي خلفه لدى اللبنانيين وشخصيات الفيلم.

العام الماضي أيضا، قدمت المخرجة ميرا شعيب فيلمها "أرزة" الذي يرصد محاولات سيدة لبنانية من الطبقة المتوسطة، للتحايل على الأحوال الاقتصادية المتدهورة في بيروت، عبر صناعة المناقيش وإرسالها إلى من يطلب. اتسم الفيلم بخفة الظل، والتفاؤل، رغم الظروف السيئة التي واجهتها البطلة.

AFP
المخرجة ميريم الحاج

بحثا عن حرية أكبر

في تونس، اهتمت المخرجة الكبيرة سلمى بكار بتقديم أفلام تعكس السياق التاريخي الذي واجهت فيه المرأة ببسالة ما يعيق حريتها. في "الجايدة" عام 2017، عادت إلى فترة ما قبل الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي وانتقدت نظام "بيت الجويد"، وإليه كان ترسل النساء اللواتي يبتغي أزواجهن عقابهن. ربطت بكار بين الاستعمار، وبين هذا الجانب المظلم من التقاليد المضادة للنساء. وفي "النافورة" آخر أفلامها إنتاج العام الماضي، ربطت بين حياة ثلاث سيدات، وبين المتغيرات السياسية التي جرت في تونس بعد الثورة التي أطاحت زين العابدين بن علي.

AFP
المخرجة سلمى بكار

بينما سعت المخرجة ليلى بوزيد في فيلمها الروائي الأول "على حلة عيني" 2015، إلى تجسيد توق الشابات إلى الاكتشاف والاستمتاع بالحياة، ويدور الفيلم في الشهور القليلة التي تسبق وقوع ثورة 2011. وكأن هذا النداء إلى الحياة، كان الطاقة المحركة للتغيير السياسي.

في تونس، اهتمت المُخرجة الكبيرة سلمى بكار بتقديم أفلام تعكس السياق التاريخي الذي واجهت فيه المرأة ببسالة ما يعيق حريتها

على الصعيد نفسه، اهتمت المخرجة رجاء عماري بالتعبير عن التوق الغرامي لبطلاتها، ومثلثات العشق والعلاقات في فيلميها "الحرير الأحمر" 2002، و"جسد غريب" 2016.

AFP
المخرجة رجاء عامري

ولا يمكن بحال، الحديث عن السينمائيات التونسيات من دون أن ننسى صانعة الأفلام كوثر بن هنية، وأفلامها تتناول موضوعات محلية، لكن بتوجه عالمي. فيلمها الأخير "بنات ألفة" 2023، كان عابرا للنوع السينمائي، يعالج مسألة انضمام الفتيات التونسيات إلى تنظيم "داعش"، بدافع من أوضاع اجتماعية قاسية من جانب، والخضوع لخطاب ديني يعمل على التحكم في النساء عبر الخوف من جانب آخر.

AFP
المخرجة كوثر بن هنية

نظرة جديدة

من المغرب، قدمت صانعة الأفلام مريم توزاني فيلمها "آدم" 2019، الذي تناول قضية الأم العزباء في مجتمع تقليدي يرفض العلاقات خارج الزواج، لتنشأ علاقة صداقة بين هذه الأم، وسيدة عزباء أخرى، مقبولة اجتماعيا في الحارة التي تعرف زوجها. يتبع الفيلم هذه الرابطة الأختية بين السيدتين وتقلباتها حتى نهاية الفيلم.

AFP
المخرجة مريم توزاني

وفي 2023، قدمت المخرجة الشابة أسماء المدير فيلمها التسجيلي "كذب أبيض" الذي يتناول ماضي عائلتها، لكن من منظور نقدي هذه المرة. فهو يتعامل بحساسية مع المستور في التاريخ الأسري، على أمل الحصول على المزيد من الفهم. أسماء، التي حلت ضيفة على الدورة الأخيرة من مؤتمر النقد بالرياض، أظهرت في حديثها مع الناقد عبد الله العقيبي ثقافة كبيرة ورؤية سينمائية ناضجة ننتظر أن تتحقق في أعمالها المقبلة.

AFP
المخرجة أسماء المدير

من الجزائر، قدمت المخرجة الفرنسية ذات الأصول الجزائرية الفلسطينية، لينا سويلم، فيلمها التسجيلي "جزائرهم" 2020، وتناول علاقة جدها وجدتها بعد سنوات طويلة من مشقة العيش المشترك، إذ تقرر الجدة الانفصال عن الجد، ومع ذلك ترعاه، مدركة هزاله الشديد الناتج مرة من تقدمه في السن، ومرة لعمله في الجزائر أيام الاحتلال الفرنسي، والاستغلال الذي تعرض له هو وعمال جزائريون آخرون. تضيء لينا على هذه الفترة المظلمة من التاريخ الشخصي والعام، في فيلمها الذي يستعين أيضا بمقاطع فيديو حميمية ترصد العلاقات بين أفراد العائلة.

AFP
المخرجة لينا سويلم

لينا هي التي قدمت أيضا الفيلم التسجيلي "باي باي طبريا" 2023 الذي صورت أجزاء منه في فلسطين قرب بحيرة طبريا، وكانت تقود مساره والدتها الممثلة الفلسطينية الفرنسية هيام عباس، واصفة حياتها الأولى هناك، قبل هجرتها إلى باريس.

أما صانعة الأفلام مونيا مدور، صاحبة فيلم "بابيشا" 2019، فقد اختارت أن تتناول بعض أحوال المرأة الجزائرية خلال فترة العشرية السوداء في تسعينات القرن الماضي، من خلال سؤال الشغف بالجمال في مقابل التطرف.

font change