لا شك أن البنتاغون في حالة تأهب قصوى. ففي 9 فبراير/شباط، أعلن الرئيس دونالد ترمب أن هذه المؤسسة ستصبح قريبا هدفا لـ"وزارة كفاءة الحكومة"التي يديرها إيلون ماسك (DOGE). واتهم ترمب البنتاغون بالتورط في "عمليات احتيال وهدر بمئات المليارات"، معلنا عزمه على إطلاق العنان لفريقه، الذي أنهى للتو مهمته في "تمزيق"المساعدات الخارجية. وتعد هذه المهمة بالغة الأهمية والخطورة في آن واحد.
يرجع ذلك إلى أن القوات المسلحة الأميركية تواجه تحديا حقيقيا. فمنذ أن أطلق الاتحاد السوفياتي القمر الصناعي "سبوتنيك" وشكّل تشكيلات ضخمة من الدبابات في أوج الحرب الباردة، لم تكن نقاط ضعف الجيش الأميركي بهذا الوضوح من قبل. ففي ساحات القتال بأوكرانيا، تتفوق تصاميم الطائرات المسيّرة على التكنولوجيا العسكرية الأميركية، بينما يفقد الجيش الأميركي في البحار والأجواء المحيطة بالصين قدرته على ردع أي حصار محتمل أو غزو لتايوان.
وتتزايد المخاطر لأن البنتاغون هو المكان الذي تصطدم فيه أيديولوجيا "اجعلوا أميركا عظيمة مجددا" (MAGA)بالواقع. فالسياسة الخارجية لترمب قائمة على البرغماتية، إذ أعلن هذا الأسبوع عن بدء محادثات مع روسيا بشأن مستقبل أوكرانيا. لكنها تعتمد أيضا على مبدأ "السلام من خلال القوة"، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا إذا كانت القوات الأميركية تشكل تهديدا حقيقيا وموثوقا.