كان إقرار القمة العربية الطارئة في القاهرة الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، خطوة استراتيجية مهمة في بعدها الاقتصادي، وقد حمل في طياته الأبعاد السياسية المختلفة، ولا سيما التصدي لمشروع التهجير القسري والطوعي لسكان القطاع، ورفض المقترح الأميركي الذي يقضي بالتحكم في غزة وإعادة توطين سكانها في دول مجاورة. وأكدت القمة الوحدة العربية في مواجهة هذه المقترحات، مما أسفر عن موقف قوي وموحد. في وقت قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن موقف القمة لا يعكس الواقع على الأرض في غزة.
وأبرزت خطة إعادة إعمار غزة آليات التنفيذ المزمعة، إذ تشمل توفير مساكن مؤقتة للنازحين، وإزالة الركام، وإعادة تأهيل البنية التحتية، إضافة إلى مشاريع تنموية كبرى تمتد إلى أربع سنوات ونصف السنة، بتكلفة إجمالية تصل إلى 53 مليار دولار. وتشمل ثلاث مراحل، حيث تقدر تكلفة المرحلة الأولى بنحو 25 مليار دولار، ثم تأتي المرحلتان الثانية والثالثة من خلال صندوق دولي لإعادة إعمار غزة، وذلك عبر مؤتمر سيُدعى اليه في النصف الثاني من أبريل/نيسان المقبل.
إقرار القمة الخطة، سلط الأضواء على أهمية توفير آليات التمويل من خلال الدول العربية والخليجية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والصناديق الدولية، مثل صندوق النقد الدولي وصندوق التنمية الدولي، إضافة إلى المنظمات الإقليمية والدولية والجامعة العربية ومنظمات المؤتمر الإسلامي والصناديق الخاصة بالتنمية في العالم العربي.