احتدمت معركة التعريفات الجمركية على "محور الولايات المتحدة الأميركية-كندا"، وحملت الساعات الأخيرة اجراءات وتصريحات ساخنة بين البلدين، مع بدء تطبيق الادارة الأميركية وعد رئيسها دونالد ترمب بتطبيق تعريفات الـ25 في المئة على صادرات كندا إلى أميركا، وسرعان ما أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أن بلاده ستفرض رسوما جمركية بنسبة مماثلة 25 في المئة على سلع أميركية تبلغ قيمتها 155 مليار دولار كندي (107 مليارات دولار أميركي) اعتبارا من أمس، مؤكدا أن كندا ستبقي هذه الإجراءات حتى تتراجع الولايات المتحدة عن تدابيرها التجارية.
ثم توعد الرئيس ترمب بزيادة إضافية في حال ردت أوتاوا، وكتب عبر منصته "تروث سوشل" الآتي: "أرجو أن تشرحوا لحاكم كندا ترودو أنه عندما يفرض رسوما انتقامية على الولايات المتحدة، فإن رسومنا المتبادلة ستزيد على الفور بالمقدار نفسه".
من جهتها، قالت وزيرة النقل والتجارة الداخلية في الحكومة الفيديرالية الكندية أنيتا أناند في مقابلة مع هيئة الإذاعة الكندية: "نحن مستعدون لأي طارئ، لكننا سنواصل الدفاع عن اقتصاد بلادنا في كل الأوقات". وهدد رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو الكندية دوغ فورد بقطع إمدادات الكهرباء عن عدد من الولايات الأميركية الحدودية ردا على الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على الواردات الكندية، بحسب وكالة "نوفوستي".
وكان ترمب، الذي لا ينفك يكرر دعوته لأن تصبح كندا الولاية الحادية والخمسين إذا لم تكن قادرة على تحمل رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على صادراتها إلى الولايات المتحدة، أدلى بأول تصريح له عن الـ"الولاية الـ51" في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، حول مائدة عشاء في مقر إقامته في منتجع ماريلاغو في ولاية فلوريدا وفي حضور ترودو ومسؤولين أميركيين وكنديين كبار.
وقد أزعج كلامه الكنديين، واعتبروه من قبيل المزاح، وأعلن ترودو بشكل قاطع أن بلاده لن تكون الولاية رقم 51 أبدا، وقال خلف الأبواب المغلقة إن دعوات ترمب المستمرة للضم قد لا تكون مجرد كلام ويبدو أنها رغبة حقيقية.
المسار القانوني لجعل كندا الولاية رقم 51؟
ولكن مع افتراض أن هذا الاحتمال وارد، ما هو المسار القانوني لعملية جعل كندا الولاية رقم 51؟
أولا، يتعين على الكونغرس الموافقة على قبول ولاية جديدة، وهذا يتطلب غالبية 60 صوتا في مجلس النواب المكون من 100 عضو، ولا بد أن يوقعه الرئيس ليصبح قانونا، وأكد ترمب أنه سيكون حريصا على القيام بذلك.
تُظهر استطلاعات الرأي التي أجراها العام المنصرم معهد "غالوب" ومركز "بيو" للأبحاث، أن الأميركيين لديهم نظرة إيجابية بشكل ساحق الى كندا، وأن نظرة الكنديين إلى الولايات المتحدة أكثر إيجابية من كونها سلبية.