لا تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمهورية إلى إنهاء الحرب بين موسكو وأوكرانيا رغبة في السلام أو في إنقاذ كييف من شراسة الدب الروسي، بل طمعا في الاستيلاء على الثروة المعدنية الثمينة المدفونة في الأراضي الأوكرانية.
ولم يكن الصدام غير المسبوق الذي وقع بين ترمب ونائبه جي دي فانس من جهة، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من جهة أخرى في البيت الأبيض سوى نتيجة للضغوط التي تعرض لها الأخير من أجل التوقيع على اتفاق تسليم ما يقرب من نصف ثروات بلاده المعدنية لواشنطن دون الحصول على ضمانات الحماية الأمنية التي طلبها لإقرار اتفاق سلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
فترمب يعلم مدى أهمية أوكرانيا كمخزون استراتيجي لعدد من أثمن المعادن الضرورية لصمود الولايات المتحدة في السباق التكنولوجي والاقتصادي مع الصين خاصة، وباقي العالم عامة. كما يعلم أن طي أوكرانيا تحت جناح بلاده سيعزز التفوق الأمني والاستراتيجي لأميركا وأوروبا على السواء بما تمتلكه كييف من موارد وخامات هائلة وصناعات دفاعية متطورة. ولا يبدو الصدام الذي حدث على الهواء مباشرة بين الرئيسين سوى حلقة في مسلسل الضغوط الهائلة التي تمارسها واشنطن على زيلينسكي من أجل الحصول على هذه الثروات ودرء محاولة دخوله في جدال مع واشنطن حول صحة ما يدعيه ترمب من أن بلاده قدمت لكييف مساعدات عسكرية تقدر بنحو 350 مليار دولار، وهو ما نفاه الرئيس الأوكراني.
ووفقا لمكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية الأميركية، بلغ مجموع ما قدمته واشنطن لأوكرانيا منذ غزو روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014 وحتى يناير/كانون الثاني من عام 2025 نحو 163 مليار دولار. هذا بالإضافة إلى 20 مليار دولار قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا من عائد الأصول الروسية المجمدة لديها ضمن حزمة بـ50 مليار دولار قدمها حلف "الناتو" من عائد هذه الأصول لدى الاتحاد الأوروبي.
وحسب ما تسرب من مسودة اتفاق المعادن بين واشنطن وكييف، سيتعين إنشاء صندوق استثماري لإعادة الإعمار تشارك حكومتا الولايات المتحدة وأوكرانيا في إدارته.