نجح الجيش الإسرائيلي في القضاء على القدرات العسكرية لحركة "حماس"، وتمكن من تصفية قيادة "حزب الله" وتدمير معظم ترسانته من الصواريخ الباليستية وبنيته التحتية العسكرية.
كما ألحق ضربات موجعة بالدفاعات الاستراتيجية والجوية والصاروخية الإيرانية، فدمّر 90 في المئة من قدرتها على إنتاج الصواريخ الباليستية.
وفي سوريا، استغلت "هيئة تحرير الشام" الفراغ الأمني، فتمكنت من إنهاء نظام الأسد خلال عشرة أيام حرفيا. وبذلك، تعرضت إيران لانتكاسة استراتيجية كبيرة، حيث أُضعف "محور المقاومة" بشكل عاصف، وفقدت "الجمهورية الإسلامية" أوراقها المهمة في سوريا و"حزب الله" إلى حد كبير.
وفي العموم، صحيح أن طهران باتت أقرب إلى امتلاك القدرة على تصنيع الأسلحة النووية، ولكنها لم تكن في يوم ما أكثر هشاشة عسكريا مما هي عليه الآن. يضاف إلى ذلك الأزمة الاقتصادية العميقة التي تعاني منها البلاد، حيث خسرت العملة الوطنية جزءا كبيرا من قيمتها، وأصبحت الدولة المنتجة للغاز والنفط عاجزة عن تأمين الكهرباء، مما أجبرها على إغلاق المدارس والمكاتب الحكومية والقطاعات الاقتصادية في أجزاء واسعة من البلاد.
من جانب آخر، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي أحدث تحولا في ميزان القوى بالمنطقة، فإن إنجازاته، مع أهميتها، تبقى تكتيكية أكثر منها استراتيجية، حيث لم تُترجم مكاسبه إلى نتائج دائمة. ومع ذلك، يمكن استثمار هذا التغيير في خلق اصطفاف إقليمي جديد، يعزز الوحدة والتكامل بين مجموعة من الدول الساعية إلى تحديث اقتصاداتها والتحول إلى أنظمة تُدار رقميا وتعتمد الحوكمة الرشيدة.