يرى نسيم طالب المحلل المعروف لأخطار "وول ستريت"، أن الدين الفيديرالي الأميركي بجعة ناصعة البياض بمعنى أنه "الأزمة الأكثر قابلية للتنبؤ" بعكس أزمة عام 2008 التي لم يتوقع أحد قبله حدوثها عندما وضع كتابه الشهير "البجعة السوداء" في نيسان/أبريل 2007. ويضيف طالب "ما دام الكونغرس يواصل رفع سقف الدين وإبرام الصفقات لأنه يخشى عواقب القيام بالأمر الصحيح فسنشهد في نهاية المطاف دوامة ديون هي فعليا دوامة موت. والمطلوب معجزة ما".
ينضم إلى طالب العديد من المراقبين الذين أعربوا عن مخاوفهم في شأن تنامي الدين الفيديرالي منهم وزير الخزانة السابق روبرت روبين الذي قال "إن اقتصادنا في وضع رهيب بسبب العجز الفيديرالي"، ونائب رئيس شركة "بلاك روك"، فيليب هيلدبراند" الذي لفت إلى "أن أي تخلف عن سداد الدين قد يعرض الدولار للخطر". أيضا، أشار الرئيس التنفيذي لبنك "جي. بي. مورغان" إلى الهاوية التي يواجهها الشعب الأميركي فقال "إنها على بعد نحو عشر سنوات".
كذلك حذر مايك ويلسون من "مورغان ستانلي" من أن البلاد في "منطقة الموت"، وهو مصطلح يستخدمه عادة متسلقو الجبال للإشارة إلى الارتفاعات التي لا يعود فيها الأوكسيجين المعبأ كافيا لفترة أطول لحياة الإنسان. وكانت وكالة التصنيف "فيتش" قد خفضت درجة تصنيف الولايات المتحدة إلى (ِAA+) بسبب ارتفاع كتلة الدين الفيديرالي.
مراجعة صندوق النقد الدولي
في المقابل، كان لافتا ما ورد في المراجعة التي أجراها صندوق النقد الدولي عام 2024 بموجب المادة الرابعة من نظامه للاقتصاد الأميركي، من أن الدين الفيديرالي يسير في تقديره على مسار مستدام. وهو ما ينسجم مع ملاحظة مكتب الموازنة في الكونغرس، من أن ارتفاع هذا الدين لن يخرج خلال السنوات العشر المقبلة عن نطاق السيطرة. ويعزو صندوق النقد تقديراته إلى قوة الأسواق المالية الأميركية واتساع نطاق مجموعة المستثمرين ودور الدولار في النظام الدولي وقدرة بنك الاحتياطي الفيديرالي على دعم أسواق سندات الخزانة وقوة المؤسسات الأميركية.