بعد واحد وأربعين عاما من الكفاح المسلح، وجه زعيم ومؤسس"حزب العمال الكردستاني" عبدالله أوجلان نداء تاريخيا إلى مقاتلي الحزب، مطالبا إياهم بإلقاء السلاح وحل تنظيمهم العسكري والسياسي، مُقدما في بيان مُقتضب قرأه قياديون من "حزب الشعوب الديمقراطية"، وهو الحزب التركي الداعم لحقوق الأكراد نيابة عنه، جملة من الأسباب والحجج التي دفعته لطلب ذلك، متوقعا أن يكون ذلك لصالح تركيا والأكراد فيها، وللعودة إلى ما أسماها "روح الأخوة التركية الكردية" من جديد.
النداء الذي من المتوقع أن يفتح صفحة جديدة من "حكاية ومسيرة الصراع الكردي مع الدولة التركية" من أجل نيل الحقوق القومية، كان قد بدأ عبر مبادرة استثنائية توجه بها زعيم "حزب الحركة القومية التركية" (المتطرفة) دولت بهجلي، والذي يُعتبر ممثلا لـ"الدولة العميقة" في تركيا ضمن المشهد السياسي في البلاد، توجه بها إلى كتلة "حزب الشعوب الديمقراطية" في البرلمان التركي، مطالبا أوجلان عبرهم بتوجيه نداء إلى تنظيمه العسكري، بغية إنهاء الصراع المسلح، ومنح البرلمان التركي، فرصة تاريخية لمعالجة كل قضايا البلاد.
قلق الدولة العميقة
توجهت "المجلة" بالسؤال إلى عضو البرلمان والكاتب التركي البارز جنكيز تشاندار، مستفسرة منه عن الأسباب التي دفعت بهجلي إلى تقديم مبادرته السياسية؟ ومدى إمكانية تحقق السلام السياسي في تركيا بعد نداء أوجلان؟