في سابقة هي الأولى من نوعها منذ صعود الرئيس فلاديمير بوتين إلى سدة الحكم قبل ربع قرن، منح الكرملين اللجوء للرئيس السوري السابق بشار الأسد كأول رئيس من خارج بلدان الاتحاد السوفياتي السابق يحظى بهذه الصفة. وفي حين قبلت روسيا لجوء عدد من قادة بلدان آسيا الوسطى وجنوب القوقاز بعد إطاحتهم، من دون أي تأثير عملي على مصالحها في تلك الدول، وصفت الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش في فبراير/شباط 2014 بالانقلاب على الشرعية، وانتهزت الفرصة للاستيلاء على شبه جزيرة القرم نتيجة عملية خاطفة فاجأت العالم، وبعدها دعمت روسيا حركات انفصالية في المناطق الشرقية ذات الغالبية للناطقين باللغة الروسية في جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبييتين، عسكريا وسياسيا واقتصاديا.
وعلى عكس النموذجين السابقين فإن قبول لجوء الأسد في موسكو طوى صفحة مشاركة روسيا في الحرب لدعم النظام السوري البائد، ووضعها أمام خيارات صعبة لضمان المحافظة على مصالحها في الشرق الأوسط وأفريقيا، وعدم الإضرار بسمعتها العالمية كحليف موثوق.
ملتقى الخصوم
وقدمت روسيا بعد السوفياتية اللجوء لعدد من الرؤساء والساسة من مختلف بلدان العالم، وبعضهم عاد إلى بلاده ليستلم مقاليد الحكم وقضى بعضهم ويواصل بعضهم الحياة في موسكو.