نفذت قوات القيادة المركزية الأميركية غارة جوية في الشمال السوري أدت إلى مقتل المسؤول عن الأمن الداخلي في تنظيم "حراس الدين" وسيم تحسين بيرقدار في الشمال السوري يوم 21 فبراير/شباط 2025، ويأتي هذا الاستهداف بعد إعلان قيادة تنظيم "القاعدة" يوم 28 يناير/كانون الثاني 2025 عن حل فرعه في سوريا في بيان أشار إلى أن سبب الحل هو انتصار الثورة السورية. ويعد هذا الاستهداف هو الثالث من نوعه بعد إعلان التنظيم حل نفسه، ففي يوم 15 فبراير 2025 نفذت قوات القيادة المركزية الأميركية ضربة جوية في شمال غربي سوريا، استهدفت وقتلت مسؤولا بارزا في الشؤون المالية واللوجستية في تنظيم "حراس الدين". وذكرت بعض المصادر أن من تم استهدافهم هم أبو بكر مورك، وأبو عبد الرحمن الليبي، وفضل الليبي. ونفذت الولايات المتحدة غارة جوية يوم 30 يناير 2025 أدت إلى مقتل القيادي خالد الجزراوي، المعروف بخلاد الجوفي، وليس محمد صلاح الزبير الذي أعلنت القيادة المركزية الأميركية تحييده.
في هذا المقال سنتحدث عن ظروف النشأة والتأسيس لتنظيم "حراس الدين" والبنية العسكرية، والتنظيمية وأسباب الضعف والاضمحلال.
أولا: ظروف النشأة والتأسيس
لم يكن إعلان "جبهة النصرة" لفك ارتباطها عن تنظيم "القاعدة" والتحول إلى فصيل محلي في عام 2016 وإعلان اسمها الجديد "فتح الشام" دون دفع كلفة هذا التحول الأهم في تاريخها، فقد تعرضت "فتح الشام" إلى انشقاقات داخلية لاسيما من العناصر التي لا تزال تدين بالولاء لتنظيم "القاعدة" ويرون في فك الارتباط خطوة غير شرعية أقدمت عليها قيادة "تحرير الشام".
ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2017 وبعد تشكل "هيئة تحرير الشام" بالتحالف مع بعض الفصائل المحلية، بدأت العناصر الموالية لـ"القاعدة" بتعليق عملها والاستعداد لإعلان تشكيل فرع "القاعدة" الجدد على أثر رسائل غاضبة من أيمن الظواهري وجهها إلى قيادة "تحرير الشام" ينفي فيها موافقته على فك الارتباط واعتبار هذه الخطوة نكث بالعهد.
وقد أدى هذا التصعيد من قيادة "القاعدة" إلى تحرك "تحرير الشام" استباقيا بحملة اعتقالات طالت كلا من سامي العريدي، وأبو جليبيب الأردني، وأبو همام الشامي، وخالد العاروري المعروف بقسام الأردني، والشرعي أبو عبد الكريم المصري، لإجهاض أية محاولة من هؤلاء المنشقين عن "تحرير الشام" لإعادة تشكيل فرع لـ"القاعدة" لكن تحت حملة الضغط الإعلامية التي تعرضت لها "تحرير الشام" من داخلها أجبرت على إطلاق سراحهم، لكن هذه المجموعة تعرضت في هذه الآونة لخسارة كبيرة على مستوى القيادة العسكرية، فقد قتل أسامة نمورة المعروف بأبو عمر بنش القائد العسكري السابق لـ"جيش الفتح" في غارة من التحالف الدولي كما قتل أبو الخير المصري مندوب تنظيم "خرسان" إلى سوريا بغارة للتحالف الدولي.