مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، يبدأ العد التنازلي لانطلاق موسم درامي جديد في أكبر حدث على مدار العام، حيث تتسابق شركات الإنتاج وقنوات التلفزيون، بجانب منصات العرض الرقمية لتقديم أفضل ما لديها، بينما يتواصل العمل في العديد من هذه المسلسلات حتى أول أيام العيد. أما عن الوجبة الدرامية العربية لهذا العام، فهي تتناول طيفا واسعا من الموضوعات والعوالم التي تتنوع بين صنوف فنية متنقلة من الكوميديا إلى التراجيديا، ومن الدراما الاجتماعية أو التاريخية إلى مسلسلات تشويقية وأعمال تمزج بين الواقع والفانتازيا، مع صدور أجزاء جديدة لبعض الأعمال، وظهور مسلسلات مأخوذة عن أعمال أدبية، لتقترب حصيلة الموسم من مائة عمل درامي موزعة بين الدراما المصرية والسورية والخليجية.
إنه موسم درامي حافل، يتأرجح بين رهانات التجديد والمغايرة وإغراء التكرار والنمطية، وسط مشهد عالمي مضطرب. نستعرض في التقرير التالي، الملامح العامة لهذا المشهد في ضوء ما أعلنته القنوات العربية والمنصات من قوائم رسمية، وما كشف عنه من مواد ترويجية للمسلسلات، مع الأخذ في الاعتبار أنه قد تطرأ بعض التغييرات مع بداية الشهر الفضيل.
الدراما الخليجية... بطولات متنوعة حول الإنسان والمكان
تستقبل المملكة العربية السعودية موسم الدراما الجديد بإنجاز لصالح مسلسل "شباب البومب"، الذي استحوذ الشهر الماضي على جائزة "جوي أورد" كأفضل مسلسل خليجي، وذلك بعد خوضه منافسة شرسة مع مجموعة من أبرز المسلسلات الخليجية، شهدتها النسخة الجديدة من "موسم الرياض". المسلسل من تأليف عبد العزيز الفريحي وإخراج ماجد الربيعان ويتكون من 30 حلقة معنونة، تتناول كل منها قضية شبابية مختلفة، سواء في محيط الأسرة أو الدراسة والمجتمع، مما مكنه من تحقيق 30 مليار مشاهدة بحسب بعض الإحصائيات على مدار الأجزاء الـ 12 السابقة، هذا النجاح يجعله من أبرز الأعمال المنتظرة هذا العام، حيث يعود بجزئه الثالث عشر، مستكملا تجربته الشبابية بمشاركة عدد كبير من الأسماء من بينهم فيصل العيسى وعلي المدفع وسليمان المقيطيب وشفيقة يوسف.
في إطار مشابه، يأتي الجزء الخامس من مسلسل "واي فاي" للمخرج نواف سالم الشمري، الذي يتناول من خلاله عددا من المشكلات المجتمعية بشكل ساخر، بمشاركة أسعد الزهراني وحبيب الحبيب وأحمد العونان وطارق الحربي. في السياق نفسه، نتابع الجزء الثاني من مسلسل "جاك العلم"، تأليف أماني السليمي وإخراج عبد الله العراك، حيث تستكمل الأحداث الكوميديا الناشئة بين الزوجين أبو صامل (ماجد مطرب فواز) وأم صامل (ريم عبد الله) ويشاركهما البطولة حبيب الحبيب وعلي الحميدي ووليد الزهراني. فيما يخوض المخرج عبد الرحمن علي السلمان كوميديا من نوع آخر، تأليف ورشة نواف المهنا، حول رجل فاته قطار الزواج مما يجعله عرضة لضغوط العائلة والمحيطين به، الذين لا يكفون عن حثه على البحث عن عروس.
شارع الأعشى و"المارستان"
مسلسل مهم آخر يتماس مع عالم الأدب وهو "شارع الأعشى" المقتبس عن رواية "غراميات شارع الأعشى" للكاتبة السعودية بدرية البشر. تجري أحداث المسلسل بين ثلاث نساء يبحثن عن الحرية بطرق مختلفة في دراما تتقاطع مع تراث السينما المصرية، حيث تعشق إحداهن سعاد حسني وتقلدها، بينما تستلهم أخرى رحلة تحية كاريوكا في سعيها لتغيير حياتها، فهل ينجحن في تحقيق ذلك؟ أم كما يوحي البرومو: "مكتوب على بنات الأعشى أن تكون حكايتهن مبتورة"، هذا ما ستكشفه بطلات العمل، إلهام علي وريم الحبيب وعائشة كاي. بشكل مشابه، وانطلاقا من دراما المكان، تدور أحداث مسلسل "ليالي الشميسي" في أحد الأحياء الشهيرة بمدينة الرياض، من تأليف ندى خالد وإخراج محمد لطفي، فيما يتشارك البطولة كل من عبد الإله السناني وريم عبد الله في خامس تعاون لهما.