التخلي عن الدولار... خيار بعيد المنال؟

التخلي عن الدولار... خيار بعيد المنال؟

الدولار الأميركي هو العملة الأكثر تداولا في العالم. يعود ذلك إلى كون الاقتصاد الأميركي هو الأكبر في العالم، إلى جانب استخدام الدولار في مختلف أصقاع المعمورة، حيث تعتمد معظم الدول في العالم على الدولار لدعم اقتصادها، مما يجعله العملة الأكثر موثوقية تجاريا.

وقد ربط العديد من الدول عملاتها بالدولار الأميركي أو تبنته كعملة رسمية لها. وفي عام 2024، أجريت نحو نصف المدفوعات الدولية بالدولار الأميركي.

إحدى الوسائل المعروفة لقياس الدور المحوري للدولار في الاقتصاد العالمي هي حصته في احتياطي العملات الأجنبية دوليا. فالدولار الأميركي لا يزال عملة الاحتياطي المهيمنة في العالم، على الرغم من خسارته نحو 5 نقاط مئوية من هذه الاحتياطات في السنوات العشر المنصرمة. أما الدور الأبرز للدولار فهو في معاملات صرف العملات الأجنبية، إذ شمل نحو 90 في المئة منها في منتصف عام 2024.

ويمثل الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة نحو ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بينما تشكل التجارية العالمية في السلع والخدمات حصة أقل عند نحو 11 في المئة.

من جهة أخرى، لا شك أن المكانة المركزية للولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي تعني أيضًا أن النجاح الاقتصادي لكل دولة أخرى تقريبا مرتبط جزئيا بها. فإذا فقد الدولار الأميركي قيمته فجأة لسبب ما مثل الركود، فقد يترجم ذلك اضطرابا اقتصاديا في الدول التي تعتمد عليه خصوصا. وهذا هو ما حدث إلى حد ما بعد الأزمة المالية في عام 2008 عندما انخفضت الأسهم العالمية بأكثر من 40 في المئة عقب انهيار سوق الإسكان في الولايات المتحدة.

font change