بعد أن توالت فصول الأزمة الديبلوماسية بين الجزائر وفرنسا، أثير نقاش ساخن عن التداعيات والتبعات الاقتصادية السلبية على البلدين. ومنذ مدة، لم نعد نسمع عن إبرام اتفاقات ثنائية جديدة تخص الاستثمار والتجارة، وانحسر الحضور الفرنسي للأعمال بشكل لافت خلال السنوات الثلاث المنصرمة، في مقابل تعزيز الجزائر شراكاتها الاقتصادية مع دول أخرى على غرار أميركا والصين وتركيا وقطر، وإيطاليا، والسعودية، وألمانيا.
انطلاقا من هذه المعطيات، ثمة تساؤلات مهمة تطرح بإزاء هذا المشهد: ما الذي تغير اقتصاديا اليوم؟ ومن المستفيد والخاسر منها؟ وما هي مكامن القوة والضعف لكل طرف من المعادلة الحالية؟
في نظرة إلى الأوضاع الاقتصادية بين البلدين على كل الصعد، أظهرت أرقام رسمية نُشرت في وكالة الأنباء الجزائرية بعنوان "الجزائر - فرنسا: عن أي مساعدة للتنمية نتحدث؟"، تسجيل استثمارات فرنسية شحيحة في الجزائر توازي 2,5 مليار دولار، وهو رقم بعيد كل البعد عن حجم الاستثمارات الأجنبية الأخرى في البلاد على غرار أميركا وتركيا وإيطاليا وقطر وسلطنة عمان ومصر وغيرها من الدول الصديقة.