بعد سقوط النظام السوري في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، تحولت دمشق إلى مزار وقبلة لعشرات الوفود من مختلف دول العالم، وذلك بعد سنوات من العزلة التي فرضت عليها، ولكن من الوفود الكثيرة التي وصلت إلى العاصمة دمشق، خطفت زيارة مسؤول جزائري عدسات الكاميرات العالمية، فالجزائر ومنذ إسقاط نظام بشار الأسد، لم تدل بدلوها في القضية، ولم تكشف عن أي موقف واضح إزاء القيادة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، كما أنها لم تهنئه بصفته الرئيس الذي سيقود الفترة الانتقالية، فما الذي تعنيه الزيارة؟ وهل ستفتح الزيارة الباب من أجل طي صفحة الماضي وتدشين مرحلة جديدة من العلاقات؟ وكيف سيكون شكل التعاون بين البلدين مستقبلا؟
لقد ظلت الجزائر تراقب المستجدات السياسية في سوريا منذ تهاوي نظام بشار الأسد من بعيد، دون أن تدلي بدلوها إزاء عملية التغيير الدراماتيكي في نظام الحكم في هذا البلد، حتى إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لم يرسل أي رسالة تهنئة لأحمد الشرع، الذي يتولى حاليا منصب رئيس البلاد خلال المرحلة الانتقالية، وهو ممثل الجمهورية السورية، واللافت أيضا نقل سفير الجزائر لدى دمشق كمال بوشامة مباشرة بعد سقوط النظام السابق، وحاليا وحسبما هو متداول يدير السفارة في الوقت الحالي القائم بالأعمال بالنيابة إلى غاية تعيين سفير جديد.
تفاصيل الزيارة الخاطفة
التقى وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف الرئيس السوري أحمد الشرع، ونظيره أسعد الشيباني في دمشق، في زيارة عمل رسمية هي الأولى من نوعها لمسؤول جزائري، منذ سقوط نظام بشار الأسد، واللافت في الزيارة، الرسالة الخطية التي بعث بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لنظيره السوري أحمد الشرع، والمهم أن بيان الخارجية الجزائرية، وصف الشرع كـ"رئيس للجمهورية العربية السورية خلال المرحلة الانتقالية".
وركزت المحادثات التي دارت بين وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ونظيره السوري أسعد الشيباني في دمشق على ضرورة دعم الاستقرار في سوريا، وتطوير التعاون معها في مجالات الطاقة، والتجارة، وإعادة الإعمار، وهو ما يعكس رغبة الجزائر في الانفتاح على سوريا وفتح صفحة جديدة.