تركت المحادثات التي شهدتها عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض بين وفدين أميركي وروسي وتناولت الازمة الاوكرانية وشؤونا أخرى، صدى عميقا في الصحافة الايرانية التي رأت فيها بداية تحول عميق في سياسات الدول الكبرى حيال المنطقة,
وتناولت الصحف الإيرانية المفاوضات التي جرت يوم 18 فبراير/شباط. وقالت صحيفة "دنياي اقتصاد" (عالم الاقتصاد) في مقالها الافتتاحي بقلم محلل شؤون المنطقة كامران كرمي بعنوان "لماذا محادثات السلام في الرياض" إن "استضافة قصر الدرعية في الرياض للقاء وزيري الخارجية الأميركي والروسي تمهيدا لعقد مفاوضات السلام في أوكرانيا نقطة تحول في الدبلوماسية الإقليمية ودور المنطقة المتصاعد في المسارات الدولية الجديدة الناجمة عن الشروخ والهزات بعد انهيار النظام الراهن. ويمكن للأطراف الإقليمية الفاعلة على غرار السعودية القيام بدور أكبر بسبب ثقلها ومكانتها السياسية والاقتصادية وعلاقاتها الجيدة والمتوازنة مع القوى العالمية المتصارعة".
وأضافت "دنياي اقتصاد" أن "السعودية تسعى باعتبارها قوة إقليمية من خلال استضافة المفاوضات بين روسيا وأميركا إلى تعزيز مكانتها كطرف يحظى بالثقة في أحد أهم الأزمات الدولية والقيام بدور أكبر في الاقتصاد السياسي الدولي والتمتع بمكانة حاسمة في فرض التوازن بين الأقطاب الكبرى في الشرق والغرب في العالم. ويلعب الاقتصاد دورا كبيرا في هذه المعادلة لأن السعودية نجحت أن تبرز كقوة اقتصادية صاعدة في العالم وذلك بالتزامن مع قوتها السياسية والتقليدية في المنطقة".
وتابعت الصحيفة: "لقد أصبحت الرياض بسرعة محط اهتمام المستثمرین بعد أن دشن ولي العهد السعودي رؤية 2030 ونفذها بهدف الانتقال إلى اقتصاد غير نفطي وتنويع مصادر الدخل. مهد هذا الأمر الأرضية لجعل السعودية طرفا فاعلا في المسارات العالمية الناشئة فاستضافت الرياض الوفود في القطاعات العديدة على غرار التجارة والتكنولوجيا والذكاء الصناعي والرياضة والسياحة وغيرها من شتى أنحاء العالم، وبالتالي نجحت السعودية في ارتقاء مكانتها في اقتصاديات مجموعة العشرين. ويمكن اعتبار رؤية 2030 نقطة انطلاق الرياض لتصبح لاعبا عابرا للإقليم. وتبنت السعودية استراتيجية تحقيق التوازن الإقليمي في سياستها الخارجية وهذا ما جعل الرياض محط اهتمام الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي وروسيا... وعززت السعودية علاقاتها مع كل هذه الأطراف".
وقالت الصحيفة: "لا يمكن لأي دولة، ما لم تكن قوة كبرى، نسج مثل تلك العلاقات وتعزيز قوتها السياسية والاقتصادية... كما أن النفط أحد نقاط قوة السعودية والذي يمكن أن يلعب دورا مساندا للمشاريع الاقتصادية والاستثمارية السعودية في الدول الأخرى وهذا أمر لم يخف عن القوى العالمية ومنها الإدارة الأميركية برئاسة ترمب".