تتفاعل في لبنان قضية السجناء السوريين، بفعل الإضراب عن الطعام الذي ترتفع وتيرته منذ انطلاقه في 11 فبراير/شباط، ويلتزم به أكثر من 120 سجينا. كما ينفذ بالتوازي أهالي السجناء اعتصامات على المعابر الحدودية بين البلدين.
ويطالب المضربون الحكومتين اللبنانية والسورية بـ"تنفيذ الاتفاق الذي تم الإعلان عنه رسميا إبان زيارة الرئيس ميقاتي الأخيرة إلى دمشق، حيث نص على "استرداد كافة المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية"، وطالبوا البرلمان اللبناني بإقرار قانون العفو العام.
يأتي هذا التصعيد بعد سقوط نظام الأسد، وتولي القائد الثوري أحمد الشرع رئاسة سوريا في المرحلة الانتقالية، وانتشار مشاهد فتح أبواب المعتقلات السورية، وزيارة رئيس الحكومة اللبنانية السابق لقائد الإدارة السورية الجديدة في يناير/كانون الثاني الماضي، تلاها بيان من وزارة الخارجية السورية أعلنت فيه البدء بإجراءات استرداد كل المعتقلين السوريين في لبنان، فعقد هؤلاء آمالا كبيرة بتسريع الإفراج عنهم، وعودتهم إلى بلادهم.
يعكس المضربون عينة من السجناء السوريين في لبنان، سواء الموقوفين أو المحكومين بتهم الانتماء إلى الفصائل المسلحة للثورة السورية. وهم يشتركون مع الموقوفين الإسلاميين في وضعيتهم القانونية بتهمة الإرهاب، بالإضافة إلى ظروف إنسانية قاسية داخل السجون.
ويفيد مصدر من قوى الأمن الداخلي لـ"المجلة" ببيانات حول السجناء السوريين في لبنان لغاية 1 يناير 2025: "يضم سجن رومية 3469 سجينا، من بينهم 1120 سجينا سورياً، ما يعادل 32 في المئة من السجناء، كما تحتجز السجون الـ12 المنتشرة في لبنان 500 سجين سوري، و90 سجينة سورية، و55 في المئة من السجناء السوريين في لبنان موقوفون لم يحاكَموا. وتضم النظارات وأماكن الاحتجاز وقصور العدل في لبنان 470 موقوفا سورياً على ذمة التحقيق".
ويشكل سجن رومية أكبر سجن في لبنان، وتوثق تقارير حقوقية بشكل دائم مشاكل الاكتظاظ، والتعرض للتعذيب، والتوقيف لسنوات طويلة دون محاكمة، وغياب الحقوق الإنسانية للسجين من مأكل وطبابة وشروط إقامة صحية، ووُثق موت سجناء سوريين بسبب غياب الرعاية الصحية.