كان أحد أوائل المسؤولين الإسرائيليين الذين بادروا إلى تهنئة الرئيس دونالد ترمب بتوليه زمام السلطة هو وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش. ولم يحدث هذا من قبيل الصدفة: فالحركة الاستيطانية الدينية اليمينية المتطرفة التي يمثلها سموتريتش كانت تنتظر تسنّم ترمب للسلطة بالقدر نفسه من الحماسة التي تنتظر بها ظهور المسيح المخلص. وظهر سموتريتش حقا كأحد الشخصيات البارزة التي دفعت بنيامين نتنياهو لتنفيذ خطة كبرى تهدف إلى ضم الضفة الغربية في عام 2020. وقد أحبطت اتفاقات إبراهام جهد سموتريتش في ذلك الوقت.
وكما يقول المثل الشائع، لا تتاح فرصة ثانية لكل شخص. ويدرك سموتريتش هذا الأمر تمام الإدراك. ويعتبر الزعيم اليميني المتطرف عودة ترمب بمنزلة فرصة كبرى للإسرائيليين لضمان تنفيذ خطة الضم هذه المرة.
وتعهد سموتريتش في منشور له دوّنه على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أيام قليلة من انتخاب ترمب للرئاسة، بأن عام 2025 سيكون بمنزلة "عام السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة"، في إشارة منه إلى الضفة الغربية باسمها التوراتي. وأوضح وزير المالية الإسرائيلي الأمر لاحقا بكل جلاء في اجتماع عقده حزب "الصهيونية الدينية" الذي يتزعمه سموتريتش قائلا: "إن فوز ترمب يحمل معه أيضا فرصة مهمة لدولة إسرائيل. كنا على بعد خطوة واحدة من تطبيق السيادة على المستوطنات في يهودا والسامرة، وقد أزف وقت القيام بذلك".
وبعبارة أخرى، فقد سموتريتش فرصته في عام 2020، عندما كان خارج الحكومة، وهو لا ينوي أن يضيعها حاليا بعد أن أصبح يشغل مكانة بارزة داخل أروقة السلطة في إسرائيل.
ويدرك سموتريتش أنه على الرغم من دخول ترمب إلى البيت الأبيض ودعم نتنياهو المزعوم للضم، فإن تأمين الدعم الفعلي في إسرائيل والولايات المتحدة لن يكون أمرا سهلا. كما أنه يدرك أيضا أن المبالغة في تقدير الموقف والضغط من أجل ضم الضفة الغربية بالكامل من المرجح أن يؤدي إلى رد فعل معاكس.