تلعب الفنون في حياة الطفل دورا بارزا في محاكاة المأساة، والتعامل مع الندوب التي تخلفها الحروب والأزمات، وتساهم في تخفيف وطأة الألم، أو التحايل على الواقع، ليصير أكثر مقبولية.
في غزة انتهكت حرب الإبادة، أكثر المساحات براءة داخل عالم الطفل، ولم تدع القنابل مساحة آمنة له، بل أحالتها إلى مختبر للجرائم والتنكيل وهشمت الأنامل الصغيرة، التي لربما لا تفهم مخططات العسكر البغيضة، ووحشيتهم في سفك الدماء.
تحولت حياة أطفال غزة إلى عالم من الخوف والألم والترهيب، بما تعرضوا له من مشاهد قصف ودمار وتهجير قسري، وصاروا شهودا على مقتل أهلهم. وتفيد بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بأن 18 ألف طفل استشهدوا خلال الحرب، بالإضافة إلى 27 ألفا آخرين فقدوا الأب أو الأم أو كليهما.
مبادرات
على مدار الحرب، نشطت مبادرات فنية مع الأطفال، تبنتها مؤسسات محلية ودولية في وقت تتزايد الضغوط النفسية على الأطفال الناجين من القصف. فعدد كبير من الأطفال، انتشل من تحت الأنقاض، ومنهم من تعرض لبتر أحد أطرافه، أو احتراق جلده. وتعرض آخرون كثر لمشاهد مروعة، خلال مرورهم على حاجز نتساريم، وعلى طول طريق الرشيد غرب غزة.