بعد التطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية، تحل مسألة العلاقات اللبنانية الخليجية في قائمة الأمور ذات الأهمية في دول الخليج وشركاتها. امتدت العلاقة بين لبنان والعديد من دول الخليج لأمد طويل وربما تأصلت منذ إعلان استقلال لبنان في عام 1920. لم تنقطع الزيارات إلى لبنان منذ أن تعرف الخليجيون الى ذلك البلد الجميل وشعبه المضياف، حتى في أيام الحرب الأهلية التي امتدت من عام 1975 إلى عام 1990، أو خلال السنوات الأخيرة التي تدهورت فيها الأوضاع السياسية والاقتصادية والحياتية في لبنان.
في طبيعة الحال، هناك خليجيون يدفعون إلى التعامل بحذر مع الحكومة اللبنانية وعدم تقديم العون المالي إلا بحدود، وهناك من يشكو من فقدان الأموال التي أودعها في المصارف اللبنانية أو الحرمان من التمتع بالأصول التي اقتناها في مناطق البلاد والتجاوزات التي تعرض لها عدد من الزوار الخليجيين.
لكن العلاقات لا تقوم على المرارة ومحاولة البعد عن الالتزامات الأساسية التي تتطلبها هذه المرحلة من التاريخ اللبناني وضرورة إعادة الحياة الطبيعية ودفع لبنان للقيام بدوره في هذه المنطقة من العالم بعد التحرر من الارتهان للأجندة الأجنبية. وتبرز أهمية طرح برنامج تنموي واضح المعالم، يعزز التعاون الاقتصادي والسياسي ويمكن من الارتقاء بأوضاع لبنان إلى مستويات لائقة.