إحدى السمات المميزة لـ "المجلة" في عيد ميلادها الخامس والأربعين هو حضورها العريق في المجال العام العربي، وهو ما يساهم بشكل عام في تعزيز الشعور بالمصداقية والثقة. لقد بنينا سمعة راسخة على مدى عقود من الزمن، ملتزمين بأخلاقيات ومعايير صحفية.
وإذا استعرضنا الأغلفة المتعددة لـ "المجلة" على مدى أكثر من أربعة عقود منذ تأسيسها في فبراير/شباط 1980، سنجدها منبراً للأصوات القيادية المختلفة ووجهات النظر المتنوعة.
في عام 1984، كانت "المجلة" أول مطبوعة عربية تجري مقابلة مع الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريغان. وأجريت المقابلة مع الرئيس ريغان على مائدة إفطاره، وقد غطى جانبين فقط من سياسته الخارجية: الشرق الأوسط والعلاقات مع الاتحاد السوفيتي.
وفي قصة غلاف ملفتة للنظر، صوّر الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك وملك الأردن السابق حسين وجها لوجه، في صورة مهدت لنقاش معمق حول أساليب قيادتهما وقراراتهما السياسية في حقبة التسعينيات. وقد شارك العملاقان السياسيان اللذان كان يُنظر إليهما من خلال عدسات متناقضة في كثير من الأحيان، قراء "المجلة" في حوار آسر سلط الضوء على نهجيهما في الحكم.
وفي مقابلة حصرية أخرى مع ”المجلة“، تحدث ملك المغرب السابق الحسن الثاني عن فترة حكمه التي أحدثت تحولاً في عهده واللحظات المحورية التي شكلت الأمة. وفي حديثه الصريح عن تجربته، روى الملك الحسن الثاني التحديات التي واجهته في التعامل مع الاضطرابات السياسية والتوترات الإقليمية أثناء سعيه لتحديث المغرب.
كما خصصت "المجلة" موضوعاً آخر على غلافها لمقابلة حصرية مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الذي ناقش تعقيدات الحكم في دولة تعاني من مشاكل اجتماعية واقتصادية عميقة الجذور وديناميكيات قبلية. قدم هذا الحوار الصريح الذي جرى في العاصمة اليمنية صنعاء للقراء منظورًا فريدًا للصراعات والتحولات في اليمن.
وفي عام 1988، بدأنا تقليدا جديدا على الصحافة العربية، وذلك من خلال تخصيص عدد سنوي متميز يصدر مع نهاية العام. نقدم فيه أبرز الشخصيات العربية للسنة المنقضية. وشملت التجربة شخصيات فريدة في مجالات أساسية هي السياسة والاقتصاد والأدب والفن الغنائي والسينما والطب والرياضة.
لقد هيمنت بالفعل على غلاف "المجلة" لعقود من الزمن تعقيدات الخطاب السياسي الذي يعكس المشهد الديناميكي والمضطرب في كثير من الأحيان في العالم العربي. وقد رسخت "المجلة" نفسها كمنصة لتحليلات معمقة للأحداث السياسية تحديدا، لا سيما في ظل الصراعات الإقليمية.
لكن حملت أغلفتها أيضا عناوين لمقابلات حصرية مع شعراء ومطربين ومثقفين أشركوا القراء في نقاشات نقدية حول القضايا المجتمعية والسياسية التي لا تزال قائمة في العالم العربي، مما أتاح لـ "المجلة" أن يكون لها صدى لدى قرائها على المستويين الفكري والعاطفي.