عندما يتوجه الألمان إلى صناديق الاقتراع في 23 فبراير/شباط، ستلعب قضية الهجرة دورا محوريا في تحديد توجهات الناخبين، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية. وتشير جميع استطلاعات الرأي إلى أن فريدريش ميرتس، زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) ذو التوجه الوسطي اليميني، هو المرشح الأوفر حظًا للفوز.
منذ عام 2015، لا تزال الهجرة موضوعًا مثيرا للجدل في ألمانيا، حيث يعود ذلك إلى قرار المستشارة السابقة أنجيلا ميركل استقبال نحو مليون لاجئ، معظمهم فارون من الحرب الأهلية السورية. آنذاك، وصفت ميركل الأزمة بأنها "واحدة من أكبر التحديات التي تواجه أوروبا منذ عقود"، مؤكدةً أن قرار برلين بفتح أبوابها لعشرات الآلاف من اللاجئين المنهكين أظهر "الوجه الودود والجميل لألمانيا".
لكن هذا الكرم، الذي ساهم بالفعل في التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية، أصبح اليوم أحد العوامل التي عززت صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة، وعلى رأسها حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD)، الذي يتبنى خطابًا شعبويا يمينيا، يعارض سياسات الهجرة المتساهلة ويرى في الاتحاد الأوروبي مشروعًا غير ضروري. وقد شهد الحزب ارتفاعا متزايدا في شعبيته، حيث تتوقع الاستطلاعات حصوله على عدد كافٍ من الأصوات قد يسمح له بالمشاركة في حكومة ائتلافية مع الاتحاد الديمقراطي المسيحي بقيادة ميرتس.