في الذكرى الـ 20 لاغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، تنشر "المجلة" حلقات من مذكرات نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام، التي ستصدر قريبا عن "دار رف" التابعة لـ"المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام"، من إعداد وتقديم إبراهيم حميدي.
في الحلقة الثالثة والأخيرة يروي نائب الرئيس السوري الراحل تفاصيل حواره الأخير مع رفيق الحريري:
يقول نائب الرئيس السوري الراحل عبد الحليم خدام في مذكراته أنه بعد اعتذار الرئيس الراحل رفيق الحريري عن تشكيل الحكومة ومغادرته لبنان، بدأت حملة سياسية وإعلامية من قبل حلفاء النظام السوري عليه، وأيضا من قبل أجهزة الأمن السورية واللبنانية. و"كلما ازدادت الحملة كانت تزداد شعبية الحريري ويزداد التقارب بينه وبين وليد جنبلاط والأطراف المسيحية الممثلة في (لقاء) قرنة شهوان. اتُهم الرجل بالتآمر مع الأميركان، ومع إسرائيل، ومن الأحداث الهامة التي وقعت في مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2004 كانت محاولة اغتيال السياسي اللبناني مروان حمادة، حليف وليد جنبلاط، وكانت إنذارا موجها لكل المعارضين للرئيس لحود في لبنان".
في اليوم التالي لمحاولة الاغتيال اتصل خدام بالعميد رستم غزالة وأبلغه أنه قادم إلى بيروت لزيارة مروان حمادة.
يضيف خدام: "أبلغني اعتذاره لوجوده في قريته في حوران. ثم اتصلت بمكتب وليد جنبلاط في دمشق وطلبت إبلاغ وليد بك بموعد وصولي إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت. وعندما وصلت في الموعد المحدد، استقبلني الأستاذ وليد ودخلنا إلى المستشفى وكان متعذرا رؤية مروان حمادة لأنه كان في غرفة العمليات. وكان حاضرا إلى جانب وليد جنبلاط أركان (الحزب التقدمي الاشتراكي)، والأستاذ جبران تويني ابن شقيقة مروان حمادة. عبرت لهم عن أسفي الشديد لما تعرض له الصديق مروان حمادة والذي تربطني به صداقة عميقة".
رسالة شفهية من خدام للحريري
منذ اعتذار الرئيس رفيق الحريري عن تشكيل حكومته توقف خدام، بحسب مذكراته، عن الحديث عن لبنان و"اكتفيت بالمتابعة عبر ما يأتيني من معلومات أو عبر وسائل الإعلام، وكان تخبط بشار الأسد في التعامل مع الوضع اللبناني".