في الذكرى الـ 20 لاغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، تنشر "المجلة" حلقات من مذكرات نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام، التي ستصدر قريبا عن "دار رف" التابعة لـ"المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام"، من إعداد وتقديم إبراهيم حميدي.
في هذه الحلقة، يروي خدام تفاصيل اللقاء العاصف بين بشار الأسد ورفيق الحريري:
بعد إجراء الاستفتاء وإلقاء بشار الأسد اليمين الدستورية في مجلس الشعب يوم 17 يوليو/تموز 2000، اجتمع نائب الرئيس السوري الراحل عبدالحليم خدام ببشار وقدم له "مذكرة حول قضايا الإصلاح الحزبي والسياسي، وقد رحب بالأفكار واقترح أن تناقش في القيادة القطرية".
يضيف خدام في مذكراته: "حرصت وفي إطار تعاوني معه على مساعدته وتقديم كل جهد ممكن وما لدي من خبرات في شؤون الدولة ومتطلباتها. قدمت دراسات عن الإصلاح الاقتصادي وأخرى حول الإصلاح الإداري والقضائي والتعليمي. رغم كل ما كنت أراه منذ السنة الثانية من توليه الرئاسة، بقيت على حسن تعاملي معه ولا بد من الإشارة إلى أنه كان يتعامل معي بكل مودة واحترام. رافقته في معظم زياراته الخارجية والمؤتمرات التي كان يحضرها، وكنت أعد لنجاح تلك الزيارات كما كان يناقشني في جميع القضايا السياسية وكنت أقدم له أفضل ما عندي لأني اعتقدت أنني بهذا التعاون أخدم بلادي وأدفع عنها ما يمكن أن يصيبها من ضرر".
التمديد لإميل لحود
مسألتان اختلف خدام حولهما "اختلافا عميقا" مع بشار الأسد، "الأولى حول العلاقات مع فرنسا، والثانية حول التمديد للرئيس اللبناني إميل لحود".
يقول: "كان هذا الموضوع يشغل الرأي العام اللبناني والمنقسم بين أكثرية ساحقة معارضة للتمديد، وأقلية مؤيدة له، بالإضافة إلى رفض دولي شامل لمسألة التمديد عززه لقاء بين الرئيسين الأميركي جورج بوش والفرنسي جاك شيراك في يونيو/حزيران 2004. أكد الرئيسان رفضهما القاطع لموضوع التمديد للحود ونددا بالتدخل السوري في الشؤون اللبنانية.