في الحادي عشر من فبراير/شباط 2025، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب قرارا بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على واردات بلاده من الصلب والألمنيوم، في خطوة وصفها بأنها "ضرورية لحماية الاقتصاد والأمن القومي الأميركيين". هذا القرار، الذي يدخل حيز التنفيذ في مارس/آذار، جاء في وقت تعاني فيه القطاعات المحلية الأميركية ذات الصلة من تراجع كبير، إذ انخفض إنتاج الألمنيوم إلى 670 ألف طن فقط عام 2024، مقارنة بـ3.7 مليون طن عام 2000، في حين تغطي واردات الصلب 23 في المئة من الاستهلاك المحلي.
ترمب برر قراره بأن هذه الإجراءات ستضع حدا لما وصفه بـ"الإغراق العالمي" بواردات المعدنين، ولا سيما تلك الوافدة من الصين، التي تنتج أكثر من نصف الصلب في العالم، بما يعادل 1.032 مليار طن سنويا، وفق إحصاءات عام 2022. وعلى رغم أن الصين ليست مورّدا رئيسا للولايات المتحدة، يُغرِق فائض إنتاجها الأسواق العالمية ويضغط على الأسعار، مما يجعل الصناعات الأميركية أقل قدرة على المنافسة.
عاصفة من الانتقادات الدولية
على الرغم من أن القرار يستهدف تحسين الأوضاع الاقتصادية المحلية، على حد زعم ترمب، يثير عاصفة من الانتقادات الدولية. في كندا، التي تُعَد البلد الأكثر تصديرا للصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة، وصف وزير الصناعة فرنسوا فيليب شامبين القرار بأنه "غير مبرر"، بينما دعا رئيس الوزراء جاستن ترودو إلى محادثات ثنائية عاجلة لتجنب التصعيد. بدورها، طالبت مجموعات ضغط في كندا بفرض رسوم مضادة على منتجات أميركية.