في أقل من شهر على تنصيبه لولاية ثانية، تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمفاجآت كثيرة، اقتصادية وسياسية، معظمها قرارات فردية غير مدروسة، زادت عدد خصومه، وقلصت مساحة حلفائه، بعد طرح مقترحات غير واقعية حول التعريفات الجمركية، أو شراء جزيرة غريلاند، أو السيطرة على قناة بنما، وتهجير سكان غزة لتحويلها إلى منتجع ريفييرا سياحي شرق المتوسط.
الكاتب الإسرائيلي أورييل داسكال اعتبر "أن مستشاري الرئيس تعمدوا إغراق العالم بالمبادرات غير العملية، حتى لا يكون هناك أي تركيز إعلامي كاف على أي قضية داخلية أو خارجية"، وأن "هذا الأمر جعل الرئيس غير حاسم حول الصيغة المثلى لتطبيق شعار"أميركا قوية من جديد"، خوفا من إثارة حفيظة المستهدفين أو استفزازهم، وهم في الغالب حلفاء وأصدقاء للولايات المتحدة.
في البداية كان العجز التجاري
اقتصاديا استند ترمب الى العجز التجاري الكبير الذي سجلته المبادلات البينية مع العديد من الدول والتجمعات الإقليمية، التي بلغت مجتمعة 918 مليار دولار في نهاية عام 2024. هذه الحصيلة التي قُدمت داخل المكتب البيضاوي، اعتُبرت مبررا مقبولا لما أعلن من قرارات في شأن رفع التعريفة الجمركية على الواردات من الأسواق المكسيكية والكندية بنسبة 25 في المئة (تم تعلقيها لشهر)، ومع الصين بنسبة 10 في المئة إضافية، وإرجاء الحسم في الأسواق الأوروبية وبقية العالم، بما فيها اتفاقات المناطق التجارية الحرة، التي وقعها أسلافه مع دول صديقة وحليفة للولايات المتحدة خلال العقود الماضية.