رفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حملته الإنتخابية شعارَي "أميركا أولا" و"لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، وأطلق تصريحات منها فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على كل الواردات من كندا والمكسيك، إلى جانب رسوم بنسبة 10 في المئة على موارد الطاقة الكندية، ما لم تعمل هاتان الدولتان على إيقاف العبور غير القانوني للأفراد والمخدرات، لا سيما الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة. وقال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، إن فرض الرسوم على الواردات من كندا سيكون إجراء طارئا ويمكن أن يتبعه المزيد من الرسوم الجمركية. ويأتي هذا القرار على الرغم من وجود إتفاقية تجارة حرة بين الولايات المتحدة وكل من كندا والمكسيك.
في الثاني من فبراير/ شباط 2025، أطلق ترمب المزيد من التصريحات السلبية، مشددا على أن كندا تستغل بلاده، ومنتقدا العديد من جوانب العلاقة التجارية بين البلدين، ومشيرا إلى القيود التي تضعها كندا على المصارف الأميركية. وأضاف أن الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى الخشب الكندي أو الطاقة وصناعة السيارات. أما التصريح الأكثر استفزازا فكان تكراره القول إنه من الأفضل أن تصبح كندا الولاية الأميركية الحادية والخمسين.
وخلال يومين فقط بعد توقيع الرئيس ترمب الأمر التنفيذي بفرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك، اهتزت الأسواق العالمية، واجتاحت خسائر حادة أسواق الأسهم الأوروبية، وتعرضت أسواق الأسهم الآسيوية للضغط الشديد، فيما تكبدت سوق العملات المشفرة خسائر فادحة تجاوزت 600 مليار دولار.
وكان ترمب لوّح بفرض رسوم جمركية على معظم الواردات من دول الاتحاد الأوروبي، وهدد بأن أوروبا ستدفع ثمنا باهظا جراء الفائض التجاري الكبير الذي استمر لعقود بين الجانبين، وقد اتخذت المصارف المركزية والاتحادية في أوروبا إجراءات للحد من تأثير هجوم ترمب الجمركي على اقتصادات أوروبا، ومجالات تبادل السلع.