إذا كان هدف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأساسي من إثارة حرب تجارية عالمية هو إنعاش الاقتصاد الأميركي المتدهور، فهو يحتاج أن يأخذ في الاعتبار أيضا الضرر المحتمل الذي قد تلحقه سياسته المثيرة للجدل بالتحالف الغربي.
وفي الوقت الذي يواجه فيه الغرب تحديات كبرى على عدد من الجبهات، أصبحت حاجة القادة الغربيين إلى أن يكونوا جبهة موحدة أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. فمن الحرب في أوكرانيا، إلى ظهور الصين كقوة عسكرية عظمى، يحتاج التحالف الغربي إلى إظهار الوحدة والتصميم على حماية مصالحه.
بيد أن قرار ترمب بإثارة حرب تجارية عالمية من خلال التهديد بفرض عقوبات على عدد كبير من البلدان- بما فيها بلدان مثل كندا ودول أوروبا- وهم حلفاء واشنطن المقربون، قد يتسبب بزعزعة استقرار التحالف الغربي عند منعطف حرج.
منذ دخوله البيت الأبيض الشهر الماضي، هدد ترمب بفرض عقوبات تأديبية على دول مثل كندا والمكسيك والصين، وكذلك على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة. حتى المملكة المتحدة، التي تسعى في عهد رئيس الوزراء كير ستارمر إلى تحسين العلاقات التجارية مع الاتحاد، قد تجد نفسها في مرمى العقوبات الأميركية أيضا.
دفعت عدة عوامل ترمب إلى التهديد بفرض رسوم تجارية عقابية. ففي حالة المكسيك وكندا، اللتين تربطهما علاقات تجارية متينة ووثيقة مع الولايات المتحدة، يبدو أن الدافع الأساسي للرئيس الأميركي هو إقناع الجيران المتاخمين لأميركا باتخاذ تدابير جدية لتحسين أمن الحدود، وتنفيذ إجراءات صارمة لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات.
ومن بين الاعتبارات الرئيسة الأخرى التي تقض مضجع ترمب، الذي وصف الرسوم الجمركية بأنها "الكلمة الأكثر جمالا" خلال حملته الرئاسية العام الماضي، هو معالجة ما يعتقد أنه اختلالات تجارية غير عادلة بين الولايات المتحدة وبعض شركائها التجاريين الرئيسين.