في وقت يتجه العالم نحو مزيد من الاستقرار السياسي والأمني والانتعاش الاقتصادي، بعد تخفيف حدة الحروب في الشرق الأوسط، ومع بداية إسكات المدافع في شرق أوروبا بضغط من الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب، تندلع حرب جديدة قديمة في وسط أفريقيا تدور رحاها هذه المرة على ضفاف البحيرات الكبرى وداخل الأدغال والغابات، على الحدود بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ودولة رواندا الداعمة عسكريا لمقاتلي "إم 23".
تمكن المتمردون الذين يحاربون منذ سنوات الحكومة المركزية في العاصمة كينشاسا، بدعم عسكري قوي من كيغالي، من السيطرة على أجزاء من مدينة غوما في مقاطعة كيفو الغنية بالمعادن الباطنية في شمال شرق البلاد.
المثير في الأمر أن هذه الحرب التي قد تبدو إقليمية، بجذور تاريخية وقبلية وعرقية، ومن مخلفات الاستعمارين الفرنسي البلجيكي، وقبلهما الألماني، والتقسيم العشوائي للحدود السياسية في مجتمعات تقليدية وبدائية، تخفي في الحقيقة وجه حرب اقتصادية غير معلنة بين القوى الكبرى حول المعادن الثمينة والنادرة الموجودة في المنطقة.