في 1 أغسطس/آب 1945 أعلن الرئيس شكري القوتلي تأسيس الجيش السوري، على مخلفات المجموعة السورية من "جيش الشرق" التي ورثها عن الفرنسيين. كان ذلك قبل ثمانية أشهر من انتهاء الانتداب الفرنسي، ولم يخطر في باله أن هذا الجيش، الذي وجه النشيد الوطني السوري التحية إلى ضباطه، سيصبح في المستقبل أداة لضرب السوريين، ولم يخطر في باله أيضا أن رجلا يُدعى بشار الأسد سيصبح رئيسا لسوريا في يوم من الأيام، ويأمر هذا الجيش بقصف المدن السورية وضرب المدنيين بالصواريخ والبراميل المتفجرة.
في سنة 1945، كان عدد العسكريين السوريين الذين انفصلوا عن "جيش الشرق" سبعة آلاف شخص، بين جندي وضابط.
وفي حرب فلسطين سنة 1948، انخفض تعداد الجيش السوري إلى ألفي شخص، ليصل إلى 64 ألفا سنة 1964، ثم إلى 149 ألف عنصر في العام 1973، و400 ألف عام 1986.
دار سنة 1945 نقاش داخلي في أروقة الحكومة السورية، عن كيفية التعامل مع ضباط الجيش الوليد، وكان منهم الوطني الشريف، والحيادي المهني، والمتآمر. بعض هؤلاء الضباط كان مشهودا له بالوطنية، مثل أديب الشيشكلي، وتوفيق نظام الدين اللذين انشقا عن الفرنسيين مع رفاقهما، وثارا إبان القصف الفرنسي للعاصمة السورية دمشق في 29 مايو/أيار 1945. حكمت عليهما فرنسا بالإعدام، وبقيا متواريين عن الأنظار حتى تأسيس الجيش السوري قبل ثمانية أشهر من جلاء القوات الفرنسية. وهناك صنف آخر من العسكريين، يتقدمهم الضابط أنور بنود، الذين أبهروا الفرنسيين بعلمهم وانضباطهم ومهنيتهم.