في تجربته الإخراجية الثانية، يناقش جيسي آيزنبرغ فكرة استشعار الألم وكيفية التعاطي معه، في قصة ابني عم ينطلقان في رحلة إلى بولندا لاستكشاف آثار الهولوكوست الذي لحق بأسلافهما. هذه الرحلة كانت إحدى وصايا جدتهما الأخيرة قبل وفاتها، حيث أن نشأتها كانت في بولندا قبل أن تهاجر مع عائلتها إلى الولايات المتحدة الأميركية. الفيلم من بطولة كيرين كولكين وجيسي آيزنبرغ ومن كتابة الأخير وإخراجه.
غالبا ما تكون صداقات الطفولة فريدة من نوعها، فهي سهلة الإنشاء وكثيفة المشاعر، وحينما تشاهد صديق طفولتك يكبر أمام عينيك وتتغير شخصيته واهتماماته، فإن ذلك يترك أثرا عليك، تحديدا إذا كان هذا التحول في الشخصية ينتج منه فتور في الصداقة أو نهايتها من الأساس. بينجي وديفيد نشآ سوية وصداقتهما استمرت طويلا، ومن بين ما يربطهما علاقتهما بجدتهما المتوفاة قبل أشهر. وكما هو الحال في غالبية صداقات الطفولة التي لا تنجو مع الزمن، افترق ابنا العم الصديقان بفعل الحياة وسار كل منهما في طريقه. إحدى الأفكار الأساسية التي يناقشها الفيلم هي أنهما يواجهان صعوبات متشابهة لكنهما يتعاملان معها بشكل مختلف.
صراع
يمضي الصديقان في رحلة مع مجموعة صغيرة من اليهود، زوجان تخطيا منتصف العمر، امرأة مطلقة حديثا تريد إعادة اكتشاف نفسها، ورجل لم يولد يهوديا لكنه اعتنق الديانة ويبدو أكثرهم تمسكا بالتعاليم الدينية، هذا التمسك لا يأتي كمفاجأة، فالديانة اليهودية أصعب من غيرها في الاعتناق وتتطلب فترة طويلة حتى يمكن السماح لك بالدخول فيها. يقود الرحلة دليل بريطاني ليس يهوديا لكنه مفتون بالإرث اليهودي ويعرف الكثير عنه.