في سنة 1943 وبعد انتخاب الزعيم الوطني شكري القوتلي رئيسا للجمهورية في سوريا كثرت اللقاءات بينه وبين الملك عبد العزيز آل سعود من جهة، وبين فاروق الأول ملك مصر.
عملوا سويا على تأسيس جامعة الدول العربية سنة 1944، وعلى دعوة سوريا إلى مؤتمر تأسيس الأمم المتحدة في مدينة سان فرنسيسكو الأميركية سنة 1945، كما كان لهم موقف موحد في وجه مشروع "سوريا الكبرى" الذي نادى به الملك الأردني عبد الله الأول، ومشروع "الهلال الخصيب" الذي كان يدعو إليه رئيس وزراء العراق نوري السعيد.
شكلوا يومها ما عرف بالتحالف السعودي- المصري- السوري، الذي حافظ على شكله وبنياه على الرغم من كل التغيرات السياسية التي عصفت بسوريا بعد سنة 1949 ومصر بعد سنة 1952، ولم يتضعضع هذا التحالف وينهار إلا بعد وصول بشار الأسد إلى سدة الحكم في بلاده سنة 2000. انفرط التحالف مع مقتل رئيس الوراء اللبناني رفيق الحريري سنة 2005، بسبب تلاعب الرئيس السوري آنذاك مع حلفائه العرب لصالح إيران و"حزب الله"، ودوره في تصفية الحريري المقرب جدا من السعودية.
ومع ذلك، حاولت السعودية التدخل مجددا قبل سنتين، ليس لأجل بشار وإنما لإنقاذ سوريا من عزلتها، فقامت بفتح سفارتها بدمشق واستعادة مقعد سوريا في جامعة الدول العربية كما استقبلت الأسد في الرياض وكانت آخر زيارة له لحضور القمة العربية المنعقدة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على أمل أن يساهم ذلك في فك تحالف بلاده مع الإيرانيين. لكنه وحتى اللحظة الأخيرة ظل متمسكا بإيران، رافضا المساومة على وجودها وكل المبادرات التي تقدم بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. سقط الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفي 28 يناير/كانون الثاني من الشهر الحالي، أصبح أحمد الشرع رئيسا جديدا لسوريا، منهيا 61 سنة من حكم حزب "البعث".