كان الهجوم المفاجئ في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني في سوريا الذي أدى، في غضون أيام، إلى انهيار حكم الأسد المستمر منذ عقود، تغييرا سارا للولايات المتحدة وشركائها. إذ إن رحيل النظام لم يضع حدا فقط لنمط من السلوك العدائي والمتطرف واللاإنساني الذي تبين أن واشنطن لا تحتمله، وإنما وجه أيضا ضربة لأكبر خصمين للولايات المتحدة في المنطقة، أي إيران وروسيا.
لكن على الرغم من أن واشنطن احتفلت بنهاية حكم الأسد الوحشي، فإنها فعلت ذلك بحذر. فوصول حكومة انتقالية لم يترجم في نظر الولايات المتحدة "نهاية" قاطعة للحرب الأهلية السورية التي استمرت قرابة أربعة عشر عاما، بل فصلا جديدا ينطوي على كثير من الأخطار الأمنية بقدر ما ينطوي على فرص للاستقرار على المدى الطويل.
ولبعض هذه الأخطار استجابات سياسية واضحة، كثني الجهات الفاعلة الخارجية مثل تركيا وإسرائيل عن الاعتداء على أراضٍ متنازع عليها مثل شمال شرق سوريا أو مرتفعات الجولان.