يضع الموسيقي والباحث المصري مصطفى سعيد كلامه عن أم كلثوم في سياق قراءته المختلفة لها بوصفها عصرا أحاطت به الكثير من الأساطير وصنعت آلته الترويجية أصناما في الموسيقى والغناء. هنا حوار "المجلة" معه حول ظاهرة أم كلثوم.
- ألا تزال أم كلثوم تمارس تأثيرا على الموسيقى اليوم؟ وهل تسجيل أغانيها بأصوات مختلفة ومحاولة تقمصها على المسارح العربية تجسيد لهذا الأثر؟ أم أنه نوستالجيا موسمية لزمن الطرب؟
يصلح التعامل مع أم كلثوم بصفتها الموسيقية وبصفتها عصرا. هي عند بعض الناس أو غالبيتهم، بمن فيهم الموسيقيون، عصر، سواء أطلقوا عليه "الذهبي" أو "زمن الفن الجميل". لكننا لا ينبغي أن نخلط بين أمرين: الزمن والتعصب للماضي ومسألة الموسيقى عند أم كلثوم. لنفترض أن هذه الأغاني لحنت لأم كلثوم فقط، فهل إذا غناها صوت آخر تكون أغنية أم كلثوم أم أغنية من كتب ولحن؟ أما إذا تعمد من يغني أن يقلد أم كلثوم فهنا نتكلم عن ببغائية، وليس بهذا تجديد إلا إذا اعتبر معتبر أن إعادة توزيع اللحن أو مرافقة أوركسترا هما من باب التجديد، ولست أراه هكذا.