هزّت تركيا مؤخرا سلسلة من المآسي والاعتقالات التي طالت فئات متنوعة، بينهم سياسيون ومديرو وكالات إدارة المواهب وصحافيون ومواطنون عاديون.
ففي 17 يناير/كانون الثاني، اعتُقل رئيس بلدية منطقة بشيكتاش في إسطنبول، المنتمي إلى حزب "الشعب الجمهوري"، أبرز أحزاب المعارضة، بتهمة الفساد.وقبل بضعة أشهر، اعتُقل رئيس بلدية منطقة إسنيورت في إسطنبول بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية. وبعد أيام، أُلقي القبض على أوميت أوزداغ، زعيم حزب "النصر القومي" المعروف بصراحته، بتهمة إهانة الرئيس.وكان أوزداع قد صرح خلال اجتماع حزبي عُقد في 19 يناير قائلا: "لم تُلحق أي حملة صليبية خلال الألفية الماضية ضررا بالأمة التركية والدولة التركية بقدر ما ألحقه أردوغان وحزب العدالة والتنمية".
وبعد أيام قليلة، تصدرت الأنباء اتهامات موجهة إلى عائشة باريم، صاحبة إحدى وكالات المواهب في تركيا. ففي البداية، وُجهت إليها اتهامات باحتكار سوق الممثلين والممثلات في المسلسلات التلفزيونية. وفي مرحلة لاحقة، ظهرت مزاعم بشأن تورطها في أنشطة غير أخلاقية (دعارة).وبعد ذلك، زعم المدعي العام أنها كانت من بين منظمي المظاهرات الحاشدة التي شهدتها تركيا عام 2013، والمعروفة بـ"احتجاجات منتزه غيزي"، عندما خرج الملايين إلى الشوارع وهزوا حكومة حزب "العدالة والتنمية".
وأخيرا، اعتُقلت عائشة باريم في 24 يناير بتهمة "محاولة الإطاحة بحكومة الجمهورية التركية ومنعها من أداء مهامها". ووفقا لتقارير الصحافة التركية، زعمت لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العامة أن باريم كانت من بين المنظمين، وحثّت الممثلين والممثلات الذين تدير أعمالهم على المشاركة في الاحتجاجات. واستجوبت الشرطة عددا من الشهود وفتحت تحقيقا مع اثنين منهم، خالد أرغينتش ورضا قوجه أوغلي، بتهمة تضليل المحققين من خلال تقديم إجابات تصب في صالح عائشة باريم.
يُعد خالد أرغنتش من أبرز الممثلين الأتراك، واشتهر بتجسيده لشخصية السلطان سليمان القانوني في مسلسل "حريم السلطان"، أحد أكثر المسلسلات التركية شهرة، والذي حظي بمتابعة واسعة في الشرق الأوسط والكثير من دول العالم.
وفي الوقت نفسه، شهدت تركيا مأساة مروعة عندما اندلع حريق هائل في "كارتال كايا"، أحد أشهر منتجعات التزلج في بولو، مما أسفر عن مقتل 78 شخصا. وبما أن الحادث وقع خلال عطلة منتصف الفصل الدراسي، فإن 36 من الضحايا الذين لقوا حتفهم في الفندق كانوا من الأطفال.