أثارت التصريحات التي أدلى بها المرشد الإيراني علي خامنئي حول المفاوضات مع الولايات المتحدة جدلا في الصحافة الإصلاحية والمتشددة. وقال خامنئي يوم الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني، إنه تكمن دائما وراء الابتسامات الدبلوماسية عداوات وضغائن خفية وخبيثة، و"يجب أن نفتح أعيننا ونكون حذرين مع من نتعامل ونتفاوض".
وفُسرت تلك التصريحات على نطاق واسع بأن المرشد أعطى إذنا ضمنيا لحكومة الرئيس بزشكيان بإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة "هم ميهن" في مقالها الافتتاحي بعنوان "الموقف الدقيق": "يجب علينا إيجاد سبيل لحلحلة القضايا الخارجية من خلال المفاوضات. هل ذلك يعني حسن الظن بالطرف الآخر (الولايات المتحدة)؟ بالتأكيد لا. ليست مشكلتنا اليوم هي إجراء المفاوضات من عدمها ولكن المشكلة الأساسية هي أنه كيف نجري المفاوضات وفقا لمصالحنا الوطنية ومن ثم زيادة قوتنا لصيانة مصالحنا".
وقالت الصحيفة: "واجهت كافة مصانع البلاد خلال العام الماضي خسائر وانخفاض في الربح. حيث تعاني مصانع البلاد من انقطاع الكهرباء المتكرر خلال أشهر الصيف ومن انقطاع الغاز والكهرباء في الشتاء. ومع ذلك يجب على قطاع الصناعة أن يتحمل كل التكلفة ويدفع الرواتب. من المستحيل لقطاع كهذا أن يصل إلى مستوى الربح وعدم الانهيار".
وفي مقال بعنوان "محددات الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة على الصعيد الإقليمي؟"، كتب السفير الإيراني الأسبق في السعودية والباحث في شؤون المنطقة سيد محمد حسيني، في 29 يناير أن الأدوات الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية للطرفين تحدد نتيجة أي مفاوضات محتملة بين إيران وأميركا ولكن الأهم هو المتغيرات التي تدعم أو تسرع الاتفاق والمتغيرات التي تمنع الاتفاق.
وأشار حسيني في المقال الذي نشره موقع "الدبلوماسي الإيراني" إلى أن إدارة ترمب ترجح خيار الحوار مع إيران حول النووي على خيار الحرب، إلا أن شواهد من الإدارة الأميركية تشير إلى أن الاستراتيجية الأكثر ترجيحا هي "الدبلوماسية القسرية"، وهنا يجب الانتباه إلى تصريحات المرشد حول ضرورة "الحذر" لأن الأميركيين يريدون الحد الأقصى لأنفسهم والحد الأدنى لنا.