بعيدا من الاستخدام اليومي، الذي قد يبدو غريبا أحيانا، مثل تفسير الأحلام أو تقديم نصائح في الطبخ والحياة والمجتمع، يبدو الذكاء الاصطناعي أستاذا حكيما للعديد من الطلاب والمتعلمين في العالم. وهنا، لا نتحدث عن استخدامات تصنف سرقة علمية، كأن يكتب البرنامج بحثا كاملا أو يحل مسألة نيابة عن الطالب، بل نتحدث عن دوره في تبسيط الأفكار وشرح المفاهيم بأسلوب سهل ومفيد.
تشير التقارير الصادرة عن الشركة المصنعة لـ"تشات جي بي تي" إلى أن البرنامج يعالج بيانات مئات ملايين المستخدمين شهريا، مع تقدير عدد المستخدمين النشطين أسبوعيا بنحو 200 مليون. وهو رقم يعكس الانتشار الواسع للذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، ولا سيما في التعليم والتواصل وشرح الأمور اليومية والمعقدة. ومع ذلك، يشدد "تشات جي بي تي" على أهمية الاستخدام الأخلاقي، مشيرا إلى أن "الاستخدام الأخلاقي قد يساعدنا في إنجاز مهامنا". ويُبرز البرنامج فائدته في تسريع العمليات مع التركيز على الجانب الأخلاقي.
ينطبق هذا أيضا على برنامج "مايكروسوفت كوبايلوت"، الذي تأسس في عام 2023 ويستخدمه الملايين. عند سؤاله عن فائدته، يقدم إجابات مشابهة مثل: "أحب المعلومات والتعلم والنقاشات الممتعة. هدفي هو أن أكون شريكا موثوقا به وداعما في رحلتك لاكتساب المعرفة".
التعليم من بُعد
شهد التعليم من بُعد نجاحا ملحوظا خلال جائحة كوفيد-19 في 2020 إذ دفع العزل المنزلي المتعلمين والمؤسسات إلى تبني هذا النمط التعليمي على نطاق واسع. وفقا لإحصائيات أميركية رسمية، اعتمدت 90% من الشركات التعليم الإلكتروني عام 2020 أداة تدريبية فعالة.
في المملكة العربية السعودية، أظهرت منصة "مدرستي" نجاحا ملموسا، حيث سجل أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة دخولهم اليومي عليها. أما في ألمانيا، فلجأ 19% من معلمي المدارس الثانوية إلى التدريس عبر الفيديو، في حين أثّر إغلاق المدارس على 85% من الطلاب، مما جعل التعليم من بُعد حلا سريعا وضروريا. وعلى مستوى الجامعات العالمية، توسعت برامج التعليم من بُعد على نحو ملحوظ بعد الجائحة، مما يشير إلى تغير جذري في مفهوم التعلم التقليدي.